معاناة محارب مع الحوت الأكبر

بقلم: الحسن لهمك

وجه المجلس الوطني للتنسيقية الوطنية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين إشعارا الى السيد وزير الداخلية بإقدامهما على تنظيم وقفات احتجاجية أمام المستشفيات العسكرية يوم 25 دجنبر 2019، وفي السياق نفسه سيتم تنظيم مسيرة بمدينة الفقيه بن صالح، وذلك تضامنا مع أسر الشهداء بالخميسات وأفراد بعض العائلات من قدماء المحاربين للقوات المساعدة بمدينة الفقيه بن صالح، وذلك على إثر المضايقات الشديدة التي يتعرض لها هؤلاء قصد إفراغ المساكن التي شغلوها منذ سنوات (ويعتبرون ملاك مفترضين هذا الحق البسيط أصبح ثابتا بقوة القانون)

دون أدنى اعتبار للخدمات الجليلة التي قدمها أرباب هذه الأسر للوطن، والتي كلفت الأرواح و التضحية بأغلى ما يملكون، لقد أفنى هؤلاء زهرة شبابهم في صون حمى الوطن من كل مكروه، لتجد عائلاتهم اليوم أنفسهم يواجهون مصيرا مرا ، بالطرد الى العراء .

عظمت أنياب حيثان العقار تعيش الثراء الفاحش بالمدينة وأصبح لها مخالب تصطاد في البر والبحر ..
كيف يعقل أن تفوت عقارات الدولة لفائدة أي جهة كانت – عامة أو خاصة – دون التفكير في شاغلي هذه الأرض التي أوهمتهم الدولة في زمن سابق أنها أرضهم وهم أهلها و ذووها ؟ ربما هي أقل مكافئة استحقاق لجبر تضحياتهم، لأنهم رغم السكن فهم يفتقرون لأدنى شروط الحياة الكريمة ..

فعيون صيادي العقار ترصدت بهم، وهي تحاول اليوم سحب حقهم .. حيثان العقار استقوت على جميع هياكل الدولة ، فهي اليوم تحاول ابتلاع مستضعفيها .
وللإشارة فإلى جانب المطالبة برفع قيمة المعاشات الهزيلة التي تتقضاها هذه الفئة و تحسين ظروف التطبيب والخدمات الصحية السيئة، سبق لهذه الفئة المطالبة بتفعيل المرسوم رقم 2.99.244بتاريخ 30يونيو1999الصادر بالجريدة الرسمية عدد 4704الصادرة بتاريخ فاتح يوليوز لنفس السنة ، لتمكينها من الاستفادة القانونية من السكن وكأنها كانت تسابق الزمن قبل وقوعها المحضور .
لكن الصقيع الإداري جمد مطالبها لتذهب صيحاتهم مهب الرياح .. واليوم يواجهون مصيرا قاتما، فبعد الإعتزاز والإفتخار ببذلاتهم العسكرية الوطنية ودفع أرواحهم تحت شعار في سبيل الوطن كل شيئ يهون .

فهاهي عائلاتهم على مسؤولي الوطن تهون، فليس من الإنصاف أن تلقى هذه العوائل هذا المصير . في زمن يغتني فيه إنتهازيون شغلوا كراسي الدولة داخل مكاتب مكيفة مؤثتة بالورود والشكولاطة والاستفادة من سيارات فخمة و تسخير أخريات للأهل و الأحباب

طبقة تسلقت سلم الرقي الإجتماعي بسرعة قصوى وسجلت تحولا كبيرا في وضعها الإقتصادي تأتي اليوم لتتطاول على وعاء عقاري شكل مستقرا لهذه العائلات البسيطة .
نتمنى صادقين أن تحضى هذه الفئة بالتفاعل المسؤولين و معالجة ملفات مطالبهم بكل مصداقية وأمانة. فما تحمله هذه الأسر من مكون الإرث الوطني ،ثقلا لاستحقاقها بكل الرعاية و الإهتمام و صون كرامة ذويها، أو على الأقل يشفع لها بالإحترام والوقار، بدل تشتيت أفراد أسرها والعبت بها .

اترك رد