هولاند يجرح مشاعر المسلمين، ويتحدث عن "إرهاب إسلامي"

في كلمة متلفزة ألقاها عقب ترؤسه “اجتماع أزمة” على مستوى رفيع لبحث تداعيات الاعتداء الهمجي والارهابي على مدينة نيس جنوبي فرنسا، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إن حادث نيس خلف 77 قتيلاً، بينهم أطفال، وإصابة 20 آخرين، مؤكداً أن “فرنسا ضُربت في عيدها الوطني… رمز الحرية”.

وعبر هولاند عن تضامنه مع الضحايا وعائلاتهم”، وقال إن فرنسا كلها تحت تهديد “الإرهاب الإسلامي”. ويجب أن نُظهر عزيمةً لا تلين”.
معلناً تمديد فترة حالة الطوارئ ثلاثة أشهر أخرى”.

وقال إنه سيتم استدعاء قوات الاحتياط للمساعدة، خاصة في حراسة الحدود، وأضاف “لا شيء سيثني عزيمتنا في الحرب على الإرهاب. سنزيد جهودنا في العراق وسوريا لمحاربة أولئك الذين يهاجموننا في أرضنا”.

ويبدو من خلال لحظة غضب التي طبعته، فقد نسي أو تناسى هولاند لباقته المعهودة والتي يجب أن تتوفر على كل حال لدى السياسي فضلا عن رئيس دولة، فكلام من هذا الحجم قد يزيد كراهية بين الحضارات والديانات، ما يزيد ايضا وبالتالي من حدة الارهاب، كما أن تصريحاته كذلك لا تخدم بتاتا حزبه الاشتراكي، في جلب أصوات الجالية المسلمة العريضة، والتي بالتأكيد ستستغل أحزاب منافسة أخرى هذا الخطأ السياسي الأرعن لتستقطبها إلى جانبها.

ويبدو ايضا أن المهاجم الذي استهدف نيس وحتى إن كان مسلما، بعدما أشارت تقارير إعلامية أنه من أصول تونسية، فإن هذا لا يعكس أبدا كون هذا الفعل الإجرامي واللاإنساني، يطبع سلوك الإسلام، أو المسلمين، فالارهاب لا دين له ولا وطن له.

وكل التعازي إلى دولة فرنسا الصديقة، وشعبها، فضلا عن أسر الضحايا المكلومين، والذين بالتأكيد سيتجاوزون محنتهم، عبر نهج سياسة التعقل، والأخذ بمقاربة متعددة الأبعاد في محاربة الإرهاب، سواء الفكرية أو الأمنية أو الاقتصادية أو السياسية، واتباع النموذج المغربي الرائد دوليا في سلوك هذا الطريق.

اترك رد