بـالـواضـح
في لحظة مؤثرة تجسّد أسمى قيم الوفاء والامتنان، قام شاب مغربي بزيارة مفاجئة لأستاذه بعد مرور نحو 22 عامًا، حاملًا له هدية عمرة، تعبيرًا عن تقديره العميق لموقف الأستاذ الذي لم ينسه.
وتعود جذور هذه العلاقة الإنسانية النبيلة إلى موسم 2003-2004، حين كان الشاب يبلغ حوالي 11 عامًا، ويعيش فقرًا مدقعًا، بينما كان والده كفيفًا لا يزال على قيد الحياة. في تلك الفترة الصعبة، قام الأستاذ بشراء اللوازم والكتب الدراسية للطالب من ماله الخاص، مظهرًا روح العطاء والمسؤولية التربوية التي تميز المعلم الحقيقي.
وغلبت على الأستاذ، الذي بدت ملامح الشيخوخة واضحة على وجهه، صعوبة تذكر المشهد بدقة، وانهارت دموعه لحظة اكتشاف الهدية المفاجئة من تلميذه الوفي، تعبيرًا عن امتنان صادق لموقفه النبيل قبل أكثر من عقدين.
تعكس هذه القصة قوة أثر القدوة التربوية، وتبرز الدور الكبير الذي يلعبه المعلم في تشكيل شخصية تلاميذه، ليس فقط علميًا، بل أخلاقيًا وإنسانيًا. كما تؤكد أن أفعال الخير لا تُنسى، بل تبقى حية في ذاكرة من استفاد منها، وقد تتجسد في لحظة امتنان تتجاوز الزمن.
وتذكّرنا هذه الحادثة بأهمية ترسيخ قيم الاحترام والتقدير بين الأجيال، وكيف يمكن للفعل الواحد، مهما كان بسيطًا، أن يترك أثرًا كبيرًا يمتد على سنوات طويلة، مؤكدًا أن التربية الحقيقية تتجاوز حدود الفصل الدراسي لتصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة التلميذ ومستقبله.
وقد أثار هذا المشهد التربوي والأخلاقي الرفيع، الذي يعكس القيم النبيلة للمدرسة المغربية والمجتمع المغربي المسلم والعربي، تفاعلات ومطالب من فاعلين تربويين وإعلاميين بضرورة تكريم وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي لكل من الأستاذ والتلميذ تقديرًا لهذا المشهد التربوي الرفيع وهذه اللفتة الإنسانية المتميزة. وتعكس هذه المطالب حرص الجميع على إبراز نموذج الوفاء والامتنان، وتعزيز القيم الأخلاقية والتربوية التي ينبغي ترسيخها بين الأجيال.