ياشمعتي: هل تعلمين؟ أنك اثنا عشر عاما، وأنت لدربي تنيرين؟!

بقلم: عبدالرحيم الحداد بن محمد

يوم سعيد، وعمر مديد
في ذكرى ميلادك الجديد
رأيت البسمة
في الصبح
تتدلى
من ثغرك الباسم كأنه يوم من أيام
العيد
رأيتك شمعة
في الظلام
تنير
هنا وهناك
كل وقت تضيء
عن قريب ومن بعيد

في عز ظلمتي،
بنيتي
أنت شمعتي
التي تبدد ظلمة حزني
وتعيد لي فرحتي
وأنت ضوئي
الذي ينير مسار دربي
أنت بنيتي
من نورك المتراقص بين جنبات صدري
تتزلزل الصدمات
تهرب الخيبات
ترتجف الهفوات
تندمل الجراحات
وتتعافى الكدمات

فتتجدد الخطوات
حتى حين
تبتعدين
تذوبين عطفا وحنانا شمعتي
فتنيرين
فتسقين
دربي
بسيل قطرك الدافئ
في أرجاء جراحاتي
فينبت الدفء
والأمل
ويزداد الحرص
والعمل
يا شمعتي: هل تعلمين؟
أنك اثنا عشر عاما، وأنت
لدربي تنيرين ؟!
في عز الصعاب ظللت متقدة
تزداد شعلتك توهجا حين تذوبين
عطفا وحنانا
تسقين حياتي دفئا
ولا تحترقين.
بنيتي:
وبقلبك الرقيق لأطفال غزة، ولأهلها لازلت ترقبين
ولما أصابهم من هول الدمار، والجوع والتجويع أنت
ترفضين
ولنصرهم ولفرحهم ولإطعامهم دوما لله تصلين.
فياشمعتي: هل تعلمين؟
أنك اثنا عشر عاما، وأنت
لدربي تنيرين؟!

اترك رد