يونس العيناوي في قلب نائل: إرث الأب يشق طريقه نحو المنتخب المغربي

اختار الطاقم التقني للمنتخب المغربي بقيادة وليد الركراكي اللاعب نائل العيناوي للانضمام إلى صفوف أسود الأطلس، ليشارك لأول مرة في المباراتين الحاسمتين ضمن تصفيات كأس العالم أمام النيجر وزامبيا يومي الجمعة والاثنين 5 و8 شتنبر المقبلين. هذه الدعوة ليست مجرد استدعاء اعتيادي، بل تجسيد حقيقي لإرث رياضي عائلي عميق، فقد كان والد نائل، يونس العيناوي، أحد أبرز نجوم التنس المغربي والعربي في التسعينيات وبداية الألفية، وقد ترك بصماته على الساحة الدولية ورفع اسم المغرب في أصعب البطولات العالمية.

يونس العيناوي لم يكن لاعبًا عاديًا؛ فقد تمكن من حفر اسمه بين كبار التنس العالمي، وحقق عدة ألقاب مهمة، ما أكسبه خبرة استثنائية في الاحتراف والانضباط والتحدي أمام الصعاب. هذه القيم غرسها في ابنه نائل منذ الصغر، حتى نشأ الأخير وهو محاط بروح التفاني والالتزام، متأثرًا بسلوكيات والده داخل الملاعب وخارجها، ما مكنه من تطوير موهبته في كرة القدم بطريقة متوازنة تجمع بين الانضباط الفني والاحترافية الشخصية.

مسيرة نائل في كرة القدم لم تكن بعيدة عن شغف والده بالرياضة، لكنها اتخذت مسارها الخاص. بعد سنوات من التدريب المكثف والانضمام لأكاديمية لانس الفرنسية، أظهر نائل موهبة استثنائية جعلت الأندية الأوروبية الكبرى تراقب تقدمه عن كثب. وقد توج هذا الاهتمام مؤخرًا بتوقيعه ضمن كشوفات نادي روما الإيطالي، خطوة مهمة تؤكد أن الجيل الجديد من اللاعبين المغاربة قادر على الانتقال من المواهب المحلية إلى ساحات الاحتراف العالمي.

الظهور الأول المرتقب لنائل مع المنتخب المغربي يعد محطة مهمة في مسيرته وهو مفعم بالحماسة لتقديم أداء يليق بسمعة المنتخب الوطني ويبرهن على موهبته وإمكاناته الفنية. هذا الأداء من شأنه أن يشكل فرصة لإظهار القدرة على الانسجام مع أسلوب المنتخب المغربي، وموازنة الأدوار الدفاعية والهجومية، وكسب ثقة الجهاز الفني والجماهير.

اختيار نائل يرسل رسالة قوية حول أهمية الاستثمار في اللاعبين المحليين الشباب، وإيمان الطاقم التقني بقدرتهم على تحقيق الإضافة على الصعيدين القاري والدولي. كما يبرز هذا الاختيار أن الإرث العائلي ليس مجرد ذكرى للماضي، بل مصدر قوة وإلهام للأجيال الجديدة، وأن التوجيه الصحيح والدعم المستمر من الأب يمكن أن يحوّل الموهبة الفردية إلى أداء احترافي يضع اللاعب على خارطة النجوم العالمية.

إن مشاركة نائل العيناوي في المباراتين المقبلتين ليست مجرد بداية لمساره الدولي، بل محطة أولى في رحلة طويلة نحو التألق وتحقيق إنجازات تليق بمسيرة والده، الذي فتح له الطريق بروح الالتزام والمثابرة، وجعل من الإرث الرياضي مدرسةً حقيقية لتحويل الشغف إلى نجاح ملموس على أعلى المستويات. إن القيم التي زرعها يونس في نائل، من انضباط وصبر وطموح، ستكون الدافع الأقوى للابن في تحدياته المقبلة، سواء مع المنتخب الوطني أو في مسيرته الاحترافية مع نادي روما الإيطالي، لتصبح هذه الرحلة نموذجًا حيًا على كيفية انتقال الخبرة والإرث من الأب إلى الابن، وتحويله إلى أداء رياضي يكتب تاريخًا جديدًا في الكرة المغربية.

اترك رد