الرئيس الموريتاني يرفض استقبال مبعوث الملك محمد السادس
في الوقت الذي حظي فيه مبعوثا الملك محمد السادس، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون ناصر بوريطة ومدير الإدارة العامة للدراسات والمستندات ياسين المنصوري، باستقبال وصف برفيع المستوى من قبل الوزير الاول الجازائري عبدالمالك سلال باعتباره من صار يقوم بصلاحيات رئيس الجمهورية الجزائرية عبدالعزيز بوتفليقة، رفض الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، أمس السبت، استقبالهما وذلك في تدهور غير مسبوق في العلاقات المغربية الموريتانية، بعدما اعتبر بأن ولد عبدالعزيز قام بذلك ردا بالمثل على عدم استقبال الملك محمد السادس لوزير الخارجية الموريتاني مؤخرا.
وأوردت وسائل إعلام موريتانية، أن رفض الرئيس الموريتاني، لقاء الوزيرالمنتدب لدى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون بالمملكة المغربية، ناصر بوريطة، وكان يحمل رسالة له من الملك محمد السادس، ليكتفي فقط بتسليم الرسالة الخطية التي لم تتسرب بعد أي معلومات عن فحواها إلى وزير الخارجية الموريتاني، أسلكو ولد أحمد أزيد بيه.
وتؤكد الدوائر السياسية في نواكشوط، أن الخطوة التي اتبعها الرئيس الموريتاني، كانت متوقعة، حيث تعامل بالمثل ردا على موقف سابق من ملك المغرب، حين رفض استقبال وزير الخارجية الموريتانية، قبل أسابيع، في 24 يونيو الماضي، لتسليمه دعوة لحضور القمة العربية في نواكشوط، ليكتفي ولد أزيد بيه، تسليم رسالة الدعوة الرسمية إلى نظيره المغربي.
وتشهد العلاقة بين موريتانيا والمغرب، حالة فتور غير مسبوقة، بعد التقارب الموريتاني إلى جانب انفصاليي البوليساريو، خاصة بعد حضور وفد موريتاني إلى جنازة زعيم الجبهة الراحل عبدالعزيز المراكشي، وكذا ما اعتبر استضافة المغرب لمعارضين موريتانيين، ومن بينهم أهم الوجوه البارزة المعارضة للنظام القائم في موريتانيا، المليونير، محمد ولد بوعماتو، وهو رجل أعمال يمارس نشاطه الطبيعي في إحدى أهم المدن المغربية. وتطالب السلطات الموريتانية من نظيرتها المغربية طرده، أو تسليمه لها، في الوقت الذي يتمتع بوضعية قانونية، ولا يقوم بأي نشاط سياسي علني أو سري، ويهتم فقط بتنمية استثماراته في المملكة.
وتسببت «قضية الصحراء المغربية»، في توتر العلاقات بين البلدين، بعد موافقة السلطات الموريتانية على المشاركة في فعاليات المؤتمر الإستثنائي لجبهة البوليساريو الإنفصالية، لاختيار رئيس جديد للجبهة بعد رحيل محمد بن عبدالعزيز، وقبل ذلك حرص الرئيس الموريتاني على توجيه تعزية رسمية لقيادة الجبهة في وفاة رئيسها السابق في أول يونيو.
وعلى الخط الساخن للعلاقات الموريتانية ـ المغربية، ترى نواكشوط، أن المملكة المغربية دخلت منافسة «غير شريفة» في انتخابات سابقة لترشيح الاتحاد الأفريقي، عضوا أفريقيا غير دائم بمجلس الأمن الدولي، وذلك قبل مقاطعة المغرب للاتحاد حال اعترافه بجبهة البوليساريو، وتم انتخاب المغرب، وقتئذ، عضوا غير دائم بمجلس الأمن، رغم أن موريتانيا كانت مرشحة باسم الاتحاد الأفريقي ومدعمة من طرف ثلاث دول، الجزائر وجنوب أفريقيا ونيجيريا، والدول الثلاث علاقاتها متوترة مع المغرب.