بقلم: الطاهر الطويل
في إطار الانفتاح على مسرحة المناهج وتنويع سبل وطرق التكوين البيداغوجي والديداكتيكي وبروح من التعاون والتكامل بين التكوين النظري والتطبيقي في عمل الإبداعي، شهد المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين – الفرع الإقليمي بالجديدة – لجهة الدار البيضاء السطات – يوم الخميس 3 يوليوز 2025، تقديم عرض مسرحي متميز من قبل مختبر البحث في التكامل المعرفي وديداكتيك اللغات وأيضا من طرف شعبة اللغة العربية وطلبتها الأساتذة.
هذا العرض ألفه وأخرجه باقتدار الأستاذ موسى فقير الذي أضفى في تكوينه لمجزوءة الحياة المدرسية، دينامية جديدة غير اعتيادية، تؤطر في خانة خلق المتعة في فعل التعلمات. ولم يكن هذا العمل الدرامي مجرد تجربة فنية عابرة، بل مثّل ممارسة ديداكتيكية راقية مزجت بين الجماليات المسرحية والمضامين التربوية، واستثمرت كفاءات الطلبة الأساتذة في ترجمة مفاهيم المواطنة والالتزام والتربية على القيم والتنمية المستدامة، فضلا عن ممارسة المهارات الحياتية على خشبة العرض بلغة فنية تربوية مشحونة بالإحساس بقيم الهوية الوطنية وأبعادها الإنسانية الكونية.

وقد تكاملت الجهود التنظيمية والفنية والتقنية لإنجاح هذا العمل الذي ساهمت في تألقه مجموعة من طلبة المركز بشعبة اللغة العربية على مستوى الأداء الحركي والتواصلي، مما جعل الحضور المكثف بمدرج المركز يتفاعل مع اللوحات الفنية التي خلقت عناصر التشويق والإثارة على فضاء الركح.
ومن باب الإنصاف وتقدير الجهود، نشيد بالطلبة المشاركين في هذا العمل، وهم: أحمد العشيري، نهيلة العربي، إسماعيل الحدوشي، أحمد الزوين، أمين السرجي، فاطمة الزهراء لعرايشي، حسناء شاكر، حسناء المبروكي، أميمة لحصيري، أيوب الخربوشي، صابرين الفرودي، مريم آيت لحبيب، منال مهراوي، توفيق الدحروش، إبراهيم الضو، هدى الفقير، الزهرة عبد الحق، صباح الكهاز، فيصل العباسي، عبد المجيد غصمي، ليلى حلحول، مراد الحجامي، ومحمد الهويتي، أسية العافية، ومراد بن علي، دنيا رفيع، صفاء أجبون.
إن هذا العمل المسرحي لا يعد تمرينا فنيا فحسب، بل هو امتداد للتكوين البيداغوجي الذي يجعل من الأستاذ الممارس مربيا فنانا ومواطنا فاعلا، ويعيد الاعتبار للمسرح كأداة تربوية فعالة تعزز القيم وتنمّي الذكاءات المتعددة لدى المتعلمين.