نظّمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، يوم الجمعة ببوعرفة، لقاءً تواصليًا تخليدًا للذكرى الثانية والتسعين لمعارك جبل بادو بإقليم الرشيدية، باعتبارها إحدى المحطات البارزة في تاريخ المقاومة الوطنية ضد الاحتلال الأجنبي.
وأبرز المندوب السامي، مصطفى الكثيري، القيم الوطنية والشجاعة التي تحلّى بها سكان إقليم فجيج خلال هذه المرحلة من الكفاح الوطني، مؤكدًا أن معارك جبل بادو تندرج ضمن الملاحم البطولية التي خاضها الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي دفاعًا عن الحرية والاستقلال والوحدة الترابية.
وأشار الكثيري، خلال اللقاء الذي حضره الكاتب العام لعمالة إقليم فجيج وأفراد من أسرة المقاومة ومنتخبون وفاعلون جمعويون، إلى أن تخليد هذه الذكرى يشكل مناسبة للتواصل مع الساكنة واستحضار أمجاد الكفاح الوطني، وتعريف الأجيال الصاعدة بتضحيات أسلافهم.
وسلّط المندوب السامي الضوء على المكتسبات التي حققها المغرب في الدفاع عن وحدته الترابية بفضل الدبلوماسية الملكية، مستحضرًا مضامين الخطاب الملكي السامي لـ31 أكتوبر 2025، عقب صدور القرار الأممي رقم 2797 الذي اعتمد مبادرة الحكم الذاتي للأقاليم الصحراوية تحت السيادة المغربية كمرجع وحيد للتفاوض.
كما استعرض الجهود المبذولة لصيانة الذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية، ومواكبة أسرة المقاومة وجيش التحرير اجتماعيًا واقتصاديًا، إلى جانب دعم التشغيل الذاتي وإحداث المقاولات والتعاونيات.
وشهد اللقاء تكريم ستة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، خمسة منهم متوفون، وتوزيع إعانات مالية لفائدة 75 مستفيدًا من أسرة المقاومة. وبمدينة فجيج، جرى تدشين نصب تذكاري أنجزته المندوبية السامية بشراكة مع الجماعة، بتكلفة بلغت 200 ألف درهم، في إطار تثمين الذاكرة التاريخية المحلية، أعقبه قيام المندوب السامي بزيارة فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير.