كفانا من مؤتمرات محاربة العنف النظرية ولنحل مشاكل جاليتنا بروية

بقلم: رحمة معتز*

nador_accident_6_170216

حري بالمرء أن يكون له قوانين يعمل بها ومؤسسات يسترشد بها  ترعى كل الحركات والسكنات، فتقوم المعوج و تبارك المقوم، والجيد أن تكون مواكبة جادة لكل مشاكلنا فبدل الحديث في النظري وانعقاد المؤتمرات في كل زمن وفي كل حين لنعد إلى مكمن الخلل، فالإرهاب وإرهاصات التطرف سبيل ما وقع اليوم وما وقع قبل.

و ان انفجارات مطار ببروكسيل ومحطة ميترو اليوم رسالة سريعة  من متبني التطرف الفكري و إن لم نقل النفسي في بلاد الغرب أنها دار أمان و عهد و سكن فإن لم نقل باختصار موطن وملاذ السكن، فالحري بالحكومات أن تلتف إلى التعاون مع الباحثين في المجال وألا تستصغر من البحوث و الدراسات شيء فان  بعض الباحثين جاد بدراسات قيمة في بابها وهو تعد ميدانية تناقش سبب جلي يشار إليه دون التقرب إليه بروية، الأحياء المهمشة في نواحي عواصم أوربية، و من ذلك ما كان من الباحث Pierre Guelff كتابه المسمى: “Molenbeek et la face cachée de l’islamisme radical belge و هي دراسة أشير إليها بالبنان عند صدورها و يشار بها على الحكومات ان تأخذ بعين الاعتبار  الأسباب الدفينة وراء ما يقع بدل التنديد و البيانات  الشذب حال وقوع الإنفجارات، لننظر إلى حال الأحياء المهمشة و ما فيها ، من قسوة الحياة و  غياب العدالة الاجتماعية و الاعتبار  الإنساني في تجليات الحياة المعيشة ،  هذا من جهة و من جهة ثانية  إشارة إلى البلدان الأصلية إلى ضرورة  العمل بكل ما تستطيع  بجل مؤسساتها الرسمية  والدينية أن تعالج مكامن المرض و لا تجعل له بريقا يخفي الحقائق ، لتعترف الدول  الأصلية أن الجيل الثاني و الثالث من أبناء الجالية فقد الهوية و جعلته الأوراق الرسمية في مهب ريح اللاهوية  في تخضر صارخ بدين جديد و مذهب جديد ، لتعترف الدولة و اخص الدولة  المغربية منها، أن المؤسسات التي تعنى بامر الجالية هي نفسها بدون هوية ، فان  ذكر التدين أي تدين يراد و إن عنون بالمذهب المالكي شكلا و فرغ الداخل من أي مقومات المالكي و إن قلنا السلوك فأي سلوك يراد سلوك الجنيد أو سلوك اللاسلوك ، لنحدث الناس بما يفقهون كما قال على رضي الله عنه.

خطابتنا بعيدة عن ملامسة الواقع بإشكالاتها و بضرورة إيجاد حلول مواتية و تقريبية لمثل هذه مشاكل ، باسم الدين  و نبد العنف اللصيق  بالإسلام و هو منه براء ، تنظم مؤتمرات آخرها مؤتمر الإسلام و  الموقف من العنف المنعقد ب15 و 16 مارس الجاري 2016  و قبله مؤتمر العالمي الثاني بالدوحة  لحوار الأديان و  تصرف فيها الملايين  باسم التعايش في منحى الحديث عن النظري  و دون ملامسة لما هو واقعي من مشاكل مجتمعاتنا، دقيقة هي المشاكل و مشار إلى الحلول في جملة من الدراسات و الأبحاث ، لتتخلص الدول بمؤسساتها الأكاديمية و المدنية  من خدمة أجندات مستوردة و تعمل في دائرة المعطيات  :سبب …… فحل……  فعلاج ………….فنتيجة.

فالأولى استبعاد عن الحديث عن الحلول الأمنية والإستخباراتية لنقم بحل تربوي اجتماعي أخلاقي، لنتخلص من التطرف بكل أشكاله أولا الفكري والإجتماعي و النفسي والعقلي والمادي آنذاك يكون الحديث عن الرقي بالأحياء سواء المهمشة في عواصم أوروبا وحتى في بلاد الأصل إن أردنا النجاة بسمعة إسلام جعلوه شماعة لكل عنف من قريب أو بعيد و ننجي أرواح يغدر بها باسم الدين والتدين ردا على اعتقال متطرف أو تهديد من آت معنف أو من واقع  مرير …. لنقل بقوة حي على مراكز تعالج مشاكل جاليتنا …..

كفانا من مؤتمرات محاربة العنف النظرية ولنحل مشاكل جاليتنا بروية.

*باحثة في فقه الواقع والنوازل ومهتمة بالدراسات والبحوث المتعلقة بالارهاب والتطرف

اترك رد