قال الدكتور محمد الدرويش رئيس مؤسسة “فكر” للتنمية والثقافة والعلوم، الثلاثاء 08 ماي الجاري، بمدرج الشريف الإدريسي بكلية الآداب والعلوم الانسانية بالرباط، إن أحمد اليبوري شخصية وطنية بصمت تاريخ المغرب المعاصر بانتاجاتها الادبية والتربوية ومواقفها الادارية والمجتمعية وبمسارها الغني في كل مراحله.
وقال الدرويش في كلمة له خلال ندوة تكريمية للمحتفى به أحمد اليبوري المنظمة من قبل مؤسسة “فكر” إن “سي أحمد اليبوري” اديب ناقد مبدع شكل علامة رئيسة في تاريخ المغرب الحديث، مشيرا إلى شهادات عن عطاءاته وبصماته ومواقفه في شتى المجالات.
وقال رئيس مؤسسة “فكر” للتنمية والثقافة والعلوم الذي نَظَّم هذه الندوة التكريمية بشراكة مع وزارة الثقافة وتعاون مع كلية الآداب الرباط، وسط حضور ثلة من رجالات الفكر والأدب والسياسة، إن تقدير الشخص المحتفى به الدكتور الفاضل سي احمد اليبوري وفي فضاء مؤسسة لها رمزيتها تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً دون شك؛ رمزية تمس طبيعة التكوين بها وملايين الطلاب المتخرجين منها من بنات وابناء الوطن ومن دول افريقية وعربية واسيوية وامريكية مختلفة، وتكبر المؤسسة باستحضار – من التأسيس الى اليوم- أسماء عمدائها وأساتذتها وموظفيها واعوانها، مضيفا بأنه تم اختيار هذا المكان لكل ما سلف ذكره ومن خلال عروض الاساتذة الكرام حول شخصية الاستاذ المعلم سي احمد اليبوري الذي يعرف تفاصيل ودروب هاته الكلية منذ التأسيس، إذ إن فضاءاتها تؤرخ لعطاءات ومسارات العلامة الألمعي المحتفى به، وهو الذي تحمل مسؤوليات تربوية وإدارية بها عميداً بالنيابة مدة قاربت الست سنوات بفرع الكلية بفاس في ظروف صعبة، وكذا رئيساً لشعبة اللغة العربية وآدابها، كما تحمل مسؤولية رئيس اتحاد كتاب المغرب لولايتين.
وبعد سرده لأبرز محطات المحتفى به ذكّر الدرويش بتجربة “سي اليبوري” رئيساً لاتحاد كتاب المغرب مغتنما فرصة توجيه النداء لكل ادباء المغرب عموماً ولاعضاء الاتحاد خصوصاً ولمن هم في حالة انقطاع تواصلي على وجه اخص، باسم السي احمد اليبوري وباسم مؤسسي هذا الصرح الثقافي الوطني الهام بتوحيد الجهود وطي صفحات الخلاف والذهاب مباشرة الى مؤتمر يعيد لاتحاد كتاب المغرب وهجه وعطاءات اعضائه وعضواته، فلنجتمع على ما نحن متفقون عليه ولنؤجل ما نحن مختلفون بشأنه، فمغرب اليوم في امس الحاجة الى اطار تقدمي حداثي يساهم في تأطير وبناء الذات الثقافية المغربية المتجددة، داعيا إلى الكف عن التشتت ومن الخلافات سواء كانت ذاتية او موضوعية.
وأضاف الدرويش بأن تنظيم سلسلة لقاءات استحضاراً لأعلام الثقافة المغربية المعاصرة يهدف إلى ربط الإضاءات المشرقة في الماضي بالإسهامات التي أثْرَت نسق الثقافة المغربية في الحاضر، كما يلقي الضوء على إسهام هذا الجيل في ترسيخ قيم ثقافية ومعرفية جديدة تنشغل بالحياة في شتى تشكلاتها، وتترجم قناعات عانقت قيم الحرية والهوية والأصالة في مواجهة المستعمر، أو كانت تنشد قيم التحرر والديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية خلال مرحلة ما بعد الاستقلال.