بلاغ البرلمان الأوروبي الاخير اتجاه المملكة بقفاز فرنسي جزائري وأيادٍ ملطخة بدماء المليون شهيد

بقلم: رضوان القادري (.)

تناوب أعضاء البرلمان الأوروبي المنتمون إلى مختلف الكتل البرلمانية على إدانة المغرب وقطر على حد تعبيرهم المؤدى عنه من طرف كبرانات الجزائر لرغبة الدولتين الشقيقتين المملكة المغربية ودولة قطر في “إفساد” المؤسسة التشريعية الأوروبية و”تشويه مصداقيتها”.
وهكذا طالبت الفرنسية من أصول جزائرية “كريمة ديلي”، عميلة النضام الجزائري والتي استفادت من تمويل جميع حملاتها الانتخابية من أجل الوصول للبرلمان الأوروبي، لغاية في نفس يعقوب!
كريمة ديلي النائبة البرلمانية بمجموعة الخضر/ التحالف الأوروبي، طالبت جاهدا بـ”تعليق كافة أعمال” الشراكة مع المملكة، كما طالب زميلها النمساوي أندرياس شيدر، عن التحالف التقدمي للاشتراكيين والديمقراطيين، بحظر دخول الممثلين المغاربة إلى البرلمان الأوروبي ومراجعة جميع الاتفاقات التي تضم الصحراء المبرمة مع المملكة، وهو المقترح الذي أيده أيضًا الإيطالي براندو بينيف والمالطي سايروس إنجرير، اللذان ينتميان إلى المجموعة السياسية ذاتها.
كما تمت إثار قضية الصحراء المغربية، من طرف عضو البرلمان الأوروبي الإسبانية آنا ميراندا عن مجموعة الخضر/ التحالف الأوروبي الحر، واعتبرت أنه “برفضه تشكيل لجان تحقيق في شؤون حقوق الإنسان في الأقاليم الصحراوية للمملكة المغربية.

وفضل مواطنها جوردي كاناس، المعروف بمواقفه المناهضة للمغرب، مهاجمة جوزيب بوريل، مستنكرًا زيارته الأخيرة للمغرب.
وأصر المتحدثون الآخرون على الضرورة الملحة لوضع، وقبل نهاية هذا المجلس التشريعي المقرر عقده في ماي، ترسانة قانونية قادرة على التعامل مع “التدخل الأجنبي” في شؤون البرلمان الاوروبي.
وهنا انبه إلى هذه التعديلات، التي طرحتها وروجت لها دوائر معروفة بعدائها للمملكة، والتي هي جزء من حملة التهجمات والمضايقات التي تتعرض لها المملكة من قبل أولئك الذين يزعجهم المغرب الذي يتطور ويتعزز دوره وينفتح دون عقد على محيطه الإقليمي والدولي.

الغريب أن نرى أنه حتى عندما يشتكي البعض من التدخل الأجنبي، فإنهم أول من يمارسه بالتدخل في الشؤون الداخلية والقضائية لدولة ذات سيادة.

أولئك الذين يشتكون من التدخل هم في الواقع السباقون للتدخلات الدائمة ومنذ سنوات عداد في الشؤون السيادية للدول، وخاصة المغاربية والعربية وكذا الافريقية.

يستند هؤلاء الذين يسمون بالقانونيين في مواقفهم على مزاعم غير مثبتة، تنقلها بعض وسائل الإعلام أو بعبارة جادة الإعلام مدفوع الأجر من طرف النظام الجزائري دون أي أساس قانوني، على الرغم من أن تحقيقا قضائيا جاريا ولم يصدر بعد استنتاجاته.

وتنتظر المملكة المغربية المزيد من التهجمات التي تستغل روايات مبتذلة للبعض بشأن بعض الوقائع التي حسم فيها القضاء. هذه الدوائر المعادية، المحددة وذات الأجندات المعروفة، لا يردها رادع. إنهم يتجاهلون حقوق الضحايا، ويشككون في النظام القضائي المستقل، ويدافعون عن أفراد حوكموا بسبب جرائم الحق العام، وليس بأي حال من الأحوال عن آرائهم.

و هنا أقف احتراما واجلالا بالموقف الحكيم لبعض المجموعات السياسية والوفود الوطنية داخل البرلمان الأوروبي، فإنه يظل في الوقت ذاته واثقا في مساراته الوطنية وهادئا فيما يخص خيارات سياسته الداخلية والخارجية.

المغرب، الذي كان دائما بناء وملتزما بشراكته الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي، يحذر من عواقب هذه المناورات الخبيثة. ويدعو دائما الأصوات الحكيمة والمسؤولة إلى تحكيم العقل والدفاع عن مصالح هذه الشراكة والامتناع عن المشاركة أو عن تأييد هذه المناورات.

وهنا أوجه نداء للحكومة المغربية ولدبلوماسيتها للاقتداء بمضمون خطاب جلالة الملك إلى الأمة بمناسبة الذكرى الـ69 لثورة الملك والشعب.
للاستثمار في كفاءات مغاربة العالم للتصدي لمثل هذه الهجمات المجانية والعدوانية المؤدى عنها ضد مصالح ونجاح المملكة الشريفة في جميع المجالات وآخرها الإنجاز الهام الذي حققه المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم والذي يشكل جل لاعبيه من أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج بما فيهم المدرب الوطني.

الخطاب الملكي السامي الذي أكد فيها أعزه الله على العلاقة الخاصة التي تربط المغاربة بوطنهم، حيث قال جلالته “يشكل مغاربة العالم حالة خاصة في هذا المجال، نظرا لارتباطهم القوي بالوطن، وتعلقهم بمقدساته، وحرصهم على خدمة مصالحه العليا، رغم المشاكل والصعوبات التي تواجههم.

(.) رئيس جامعة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارجية، وخبير بالعلاقات المغربية الأوروبية

اترك رد