رسالة إلى “المكلف بتصريف الخرجات”..

بقلم: يونس فنيش

في الجزيرة العجيبة الغريبة الأعجوبة المعزولة، أراد “مؤنب الضمير” ثني راوي الرواية من محاولة إقناع كل من “حكيم القبيلة” و “كابوس الظالمين” للعودة إلى فقرات الرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة، بعد تقديم استقالتهما، فتدخل في خضم الكتابة بنص يعتمد القافية، لعله يحظى بالتثبيت ضمن فريق شخصيات الرواية، فكان ما يلي من فقرة تستحق القراءة بعناية:

الرئيس “الممثل” وزمرته لشرف نساء يستبيحون،
و دفاع بسكوته يعبر: هن من ارتمين في الأحضان!
أفلم يعلمن طبيعة العمل مع المجرم في عمق قعر العار،
و لما اختفين إن كن مشتكيات من تجارة في بشر؟

انتحل “الممثل” المقرف الكاذب صفة لدى حضور ينبذه،
فسكت الدفاع معبرا بافتخار: حرية التعبير تنصفه!
و انسحب الدفاع لما جاء المحققون المتعالين الغرباء،
أفهذا ما تمليه تراتبية “الشيء الجهنمي” على الضعفاء؟

قال المكلف بتصريف الخرجات: لقد اختلطت الدماء؛
و هل للفكر الشرير عروقا حتى تجري فيها الدماء؟
إنما الخلط في كل عقل يحكمه الغباء، أو قلب بلا صفاء،
و أما الأرض فتحفظها عزيمة الرجال و ليس الاستجداء؛

من فوت للماكرين أراضي مهد لاستيطان جديد،
فهل أتاك خبر تظلم ظالم على تهجير بعد زمن مديد؟
هيا..! قم و اعمل و اصمد و لا تقف وقفة المتفرجين
أو اترك الأمر للفرسان الشجعان الأذكياء المحنكين،

صرف كما أمرت الخرجات بنظارات الوضوح و لا تبال
فالوقت ليس للتهاون و لا للخوف على منصب زائل،
الخطر داهم و الأمر جلل يتهدد صلابة جذور التاريخ،
و لقد استحال الصمت، فالمصيبة لا تقع في المريخ.

اترك رد