طلب العلم في الإسلام وخصائصه محور محاضرة للدكتور عبدالرزاق الجاي بهولندا

ألقى الدكتور عبدالرزاق الجاي، أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس بالرباط، محاضرة علمية بمسجد الفتح في مدينة بيرخن شمال هولندا، تناول فيها موضوع طلب العلم في الإسلام وخصائصه، مستعرضًا أهمية العلم في المنظور الإسلامي وطرق تحصيله وفق المنهج السليم المعتمد على التلقي من العلماء العدول.

أكد الدكتور الجاي أن طلب العلم في الإسلام يرتكز على منهجية دقيقة قائمة على التلقي المباشر، حيث كان العلماء يحرصون على أخذ العلم من أفواه الرجال لا من بطون الكتب، انطلاقًا من أن الأصل في تحصيل المعرفة هو الإسناد، الذي يمثل سلسلة الاتصال بين العلماء عبر العصور. وأوضح أن هناك طرقًا متعددة للتحمل، أي كيفية تلقي العلم، تقابلها طرق للأداء، أي كيفية نقله، وهي جميعها لا تخرج عن ثماني طرق أساسية، مما يبرز أهمية ضبط العلم وتوثيقه.

وأشار المحاضر إلى الأنموذج الفريد الذي قدمه السلف الصالح في طلب العلم، حيث كانوا يقطعون المسافات الطويلة ويرحلون لشهور من أجل سماع حديث واحد مباشرة من الشيخ، والتحقق من صحة الرواية. وبيّن أن هذه الرحلات لم تكن مجرد انتقال جسدي، بل كانت تعبيرًا عن تقديرهم لقيمة العلم وحرصهم على التثبت والتأكد من صحة المنقول.

وفي سياق حديثه، شدد الدكتور الجاي على ضرورة أخذ العلم عن العلماء الربانيين العدول الضابطين، مشيرًا إلى أن المعرفة الدينية لا يمكن تحصيلها بشكل سليم من خلال المواقع الإلكترونية أو المصادر غير الموثوقة، بل تحتاج إلى التلقي المباشر من أهل العلم الموثوقين، الذين يمتلكون الدراية والأمانة العلمية في نقل المعارف الشرعية.

واختتمت المحاضرة بنقاش مفتوح، حيث تفاعل الحضور مع مضمونها، مؤكدين على أهمية العودة إلى المنهج الصحيح في تحصيل العلم الشرعي، خاصة في ظل انتشار الوسائل الحديثة التي قد تفتقد إلى التوثيق والدقة في نقل المعارف.

اترك رد