غربة سنة إفشاء السلام بين معشر المسلمين…!

بقلم: محمد بوقنطار

جاء عن أبي هريرة مرفوعًا: “لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولن تؤمنوا حتى تحابوا، أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم”
يمسك الرجل مدبرا أو مقبلا، قاعدا أو واقفا، ساعيا أو مهرولا، والجا أو خارجا، ماشيا أو واقفا عن المبادرة بالسلام، ولقد كنت ولا أزال أدخل المسجد أحيانا مبكرا فأعد وأحصي في غيرة وفضول وتأمل حال الداخلين بسبق يمناهم إلى بيت الله مع تحية الإسلام فأرجع البصر خاسئا وهو حسير، ذلك أن القلة القليلة من جمهرة مريدي بيت الله من تجده حفيا بهذا الإلقاء المسنون، ولقد كنت أتلصص وأتفرس عمدا في وجوه الكثيرين فتلتقي أعيننا وكأنني أستجدي أحدهم كي يجود ببركة السلام، وكأني به يرفع في وجهي عذر عدم معرفتي، ثم ما يفتأ مارا في شح مؤثرا إعراضه عني.
ولعلني لا أخفيكم رصيد حسرتي وحجم تذمري، فلكم تحسرت ولا زلت أتذمر من هذا الإمساك والكف البئيس، ويشهد الله من باب الإخبار لا المن أو الاغترار، أنني لا أذكر أنني مررت بفرد أو جماعة، عرفتهم أم لم أعرفهم، ولم أجد بذلك الإلقاء المبارك وأصدع بشعار الإسلام وتحية أهل الجنان جعلنا الله وإياكم من أصحابها، اللهم ما سقط مني عن غفلة أو سهو قد رفع الله بهما الحرج عن عدم الجود بهذه الحسنة التي جعلها نبي الرحمة عنوان خيرية الإسلام وأمارة عن صدق الإيمان ومئنة على التحاب في الله بين معشر المسلمين، زادهم الله حرصا ويقظة والتزاما بعرى هذا الدين العظيم، واتباعا لسنة سيد المرسلين آمين…

اترك رد