الراسبون ناجحون… !!!

بقلم: نور الدين ودي 

سجلت النتائج العامة والرسمية على المستوى المحلي لعمالة عين السبع الحي المحمدي ، للإنتخابات التشريعية سنة 2016 ؛ استحواذ العدالة والتنمية على مقعدين ، وللمرة الثانية على التوالي ، بحصوله على 27038 ، من أصل 57.808 صوت ناخب معبر ، متبوعا بحزب الأصالة والمعاصرة ب 9.676 صوت ناخب ، في حين عاد المقعد الرابع لحزب التجمع الوطني للأحرار ب 593 6 صوت معبر ، وهي الأربع مقاعد ؛ تنافس عليها 15 حزب .
وللإشارة أن المجموع العام لعدد الناخبين المسجلين بالدائرة المذكورة 222.553 صوت ، منهم 67.722 مصوت ، و 9.914 ورقة ملغاة ، لتبقى 57.808 هي عدد الأصوات المعبر عنها والخالصة ، ويكون القاسم الانتخابي من الأصوات المعبرة الصحيحة النظيفة والخالصة ، هو 13500 صوت وتحصل بموجبه العدالة والتنمية على مقعدين . بينما الإقتراح السائد لبعض الأحزاب ؛ هو تخفيض عتبة الولوج ، وضمان الإعتماد على أن القاسم الإنتخابي ؛ هو عدد المسجلين في اللوائح الإنتخابية ؛ فيها العازف على التصويت والمريض والمسافر والمهاجر ، وأحيانا حتى الموتى أصحاب القبور ، وآنذاك تحصل العدالة والتنمية على مقعد واحد حيث أن القاسم الإنتخابي يفوق 100.000 من أصوات المسجلين ، إذ لا اعتبار للصوت المعبر ، ولا الورقة الملغاة ، ولا يمكن لحزب الوصول إلى القاسم الإنتخابي ؛ ويستفيد من المقاعد بأكثر الأصوات تدريجيا ،
وكأن الأحزاب تلاميذ في فصل دراسي ، يخبرهم المعلم ان جميع التلاميذ ينجحون ولايرسبون ، ويفوزون ولا يكررون ، لا فرق بين الكسول الخامل ، والمجتهد الحالم ، وبين الغائب المطنش والحاضر المتواصل ، ولا يحتاجون للنقلة والغش ، وغيرهم الإهتمام والمراجعة ، إنما لا اعتبار للامتحان؛ هو شكلي ، والكل ينتقل الى المستوى الأعلى …!!!
أو كأن مقاولا دفع ليطلب رخصة بناء عقارٍ ما ، فأعطيت له رخصة البناء ، ومعها رخصة السكن ابتداء من باب الإسراع وعدم التماطل …!!!
إن هذا الاقتراح للإقتراع ؛ تزوير انتخابي ناعم وفريد ،
لا يحتاج من الأطياف المنافسة لحملة انتخابية أو تقديم برامجها وأطروحاتها ، إنما هو ريع انتخابي ، وتنفس اصطناعي كلينيكي للأحزاب الميتة والمنهكة ، وهو اعتراف ضمني بقوة العدالة والتنمية وكتلته الناخبة ، وإمكانيته حصاد المقاعد الإعتادية ، واكتساح للمواقع المميزة ، وتصدر للنتائج الإنتخابات ، والفوز برئاسة الحكومة للولاية الثالثة ، وذلك لفقدان مصداقية بعض الأحزاب وفشلهم ، وضعف تأثيرهم ، وهشاشة مواقعهم ، وهذا راجع أيضا إلى العزوف المهول والمقاطعة الشاملة .
لم يعد الأمر نقاشا سياسيا جادا أكثر من مظلة انتهازية وانعكاس للإنتقال الديمقراطي ، وإحباط وتدني لمساره ، وخيبة أمل ونكوص فضيع في المكتسبات السياسية السابقة ، بل رسوب في العملية الديمقراطية ؛ تُخالِف الأعراف والمنطق الدستوري ، وتراجع في حق السياسيين المناضلين ، وطعنة غدر في المسار الديمقراطي ، إذ الرافض والمقاطع والمسافر والمهاجر صوته معبر ومعتبر ، ومعد ومحسوب سلفا .
إنه كيد لمحاربة تيار سياسي معين ، عبر نسف المسار الديمقراطي النزيه والشفاف ، ويعتبر مروجو هذه العملية السخيفة ؛ دهاء سياسي لكنه غباء وبلادة ، تغير جميع القواعد الدنيوية والبنوية ، وهي بدعة مرموقة ، وتضليل يمارسه الضعفاء والجبناء ، ويتمسك به الفاشلون والطامعون.
إن هذ الانتخابات بهذا الشكل لا معنى لها ولا تعبر على إرادة صوت الشعب وهي مجرد انتخابات تسويقية مبلقنة بخلفية المصالح الحزبية

اترك رد