توجه أوروبي لتصنيفه “إرهابيا”.. حقائق عن الحرس الثوري الإيراني

بالواضح

تتجه دول الاتحاد الأوروبي إلى تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، وسيكون لذلك تبعات، لذلك حذرت إيران من هذه الخطوة ضد الميليشيا الأكثر نفوذا في إيران والشرق الأوسط. فيما يلي نبذة عن الحرس الثوري ونشاطاته.

أبلغ مصدران وكالة رويترز بأن الاتحاد الأوروبي سيضيف 37 فردا وكيانا إلى عقوباته على إيران، في الوقت الذي يعمل فيه الاتحاد على تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.

وقال أحد المصدرين، وهو دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي، « سنعتمد الحزمة الرابعة من العقوبات على إيران، ونعتقد بأننا يجب أن نبدأ بالفعل في العمل على الحزمة الخامسة لتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية ».

وأضاف المصدران أن فرنسا وهولندا هما من بين دول الاتحاد التي تؤيد إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية. وطلب البرلمان الأوروبي من الاتحاد الأوروبي إدراج الحرس الثوري الايراني على القائمة السوداء لـ « المنظمات الإرهابية ».

كما صوت نواب البرلمان الأوروبي، اليوم الخميس (19 يناير 2023)، لصالح إدراج الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والمرشد الأعلى على خامنئي والمدعي العام محمد جعفر منتظري وجميع المؤسسات ذات الصلة بالحرس الثوري الإيراني ضمن قائمة العقوبات، في تصويت غير ملزم.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية أن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، التي تنسق الأنشطة بين الجيش التقليدي وقوات الحرس الثوري حذرت الاتحاد الأوروبي من إدراج الحرس الثوري في قائمة المنظمات الإرهابية. واتهم البرلمان الأوروبي الحرس الثوري بقمع المحتجين في البلاد وإمداد روسيا بطائرات مسيرة تستخدمها في أوكرانيا.

فما هو الحرس الثوري، القوة العسكرية المهيمنة في إيران؟

تشكل الحرس الثوري بعد وقت قصير من قيام الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، لحماية النظام الديني الشيعي الحاكم وتوفير ثقل مقابل للقوات المسلحة التقليدية. ويتبع الحرس الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي وله نحو 125 ألف مقاتل في وحدات برية وبحرية وجوية.

ويقود الحرس أيضا ميليشيا (الباسيج) وهي قوة من المتطوعين موالية للمؤسسة الدينية وتُستخدم في كثير من الأحيان لقمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة. ونفذت قوة الباسيج هجمات « الموجات البشرية » على القوات العراقية خلال حرب الثمانينيات.

وفي زمن السلم، تفرض هذه الميليشيا القوانين الاجتماعية الإسلامية في إيران. ويقول محللون إن متطوعي الباسيج قد يصل عددهم إلى الملايين، منهم مليون عضو نشط.

النفوذ الخارجي

ثم يأتي فيلق القدس، وهو ذراع التجسس الخارجي وشبه العسكري للحرس الثوري الإيراني الذي يؤثر بشدة على الجماعات المسلحة المتحالفة معه في جميع أنحاء الشرق الأوسط، من لبنان إلى العراق ومن اليمن إلى سوريا. ويقاتل أعضاؤه لدعم النظام السوري. ودعموا قوات الأمن العراقية في معركتها ضد تنظيم « الدولة الإسلامية » 0داعش) في السنوات القليلة الماضية.

وقتلت الولايات المتحدة قائد الفيلق، قاسم سليماني في هجوم بطائرة مسيرة في العراق عام 2020. وأثار موته مخاوف من اندلاع صراع كبير. وقال قائد كبير بالحرس الثوري الإيراني في وقت لاحق إن قتل جميع القادة الأمريكيين لن يكفي للانتقام لاغتيال سليماني.

وعلى مدار سنوات، سعى الحرس الثوري الإيراني، الذي تصنفه الولايات المتحدة جماعة إرهابية وتفرض عليه عقوبات، إلى تشكيل الشرق الأوسط وصياغته بصورة تخدم مصالح طهران.

وعلى سبيل المثال، أسس حزب الله اللبناني في عام 1982 لتصدير الثورة الإسلامية الإيرانية ومحاربة القوات الإسرائيلية التي غزت لبنان في العام نفسه. حزب الله يمثل الآن قوة عسكرية كبيرة تلعب دورا في الصراعات الإقليمية.

ما القدرات العسكرية للحرس الثوري الإيراني؟

يشرف الحرس على برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية الذي يعتبره خبراء الأكبر في الشرق الأوسط. واستخدم الحرس هذه الصواريخ في هجمات ضد المسلحين في سوريا وجماعات إيرانية كردية معارضة في شمال العراق.

وألقت الولايات المتحدة والقوى الأوروبية والسعودية باللوم على إيران في هجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة عام 2019 أدى إلى تعطيل أكبر منشأة في العالم لمعالجة النفط في السعودية. ونفت إيران أي تورط في الهجوم.

وأشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى برنامج إيران الصاروخي بوصفه واحدا من الموضوعات التي لم يتناولها الاتفاق النووي المبرم عام 2015 وقال إنه انسحب لهذا السبب في عام 2018. ويمتلك الحرس الثوري الكثير من معدات القتال التقليدية وقدرات ظهرت خلال مشاركته في الصراعين بسوريا والعراق.

ما موقع الحرس الثوري في النظام السياسي؟

يشغل ضباط الحرس الثوري السابقون مناصب رئيسية في المؤسسة الإيرانية، من الحكومة إلى البرلمان. معظم أعضاء حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي هم ضباط سابقون في الحرس الثوري الإيراني. وكان تفويض الحرس الثوري بحماية مبادئ الثورة يدفعه إلى التحدث عندما يشعر بأن النظام معرض للخطر.

ماذا عن المصالح في قطاع الأعمال؟

بعد حرب العراق في الثمانينيات، شارك الحرس الثوري بقوة في عمليات إعادة الإعمار في إيران ووسع نطاق مصالحه الاقتصادية لتشمل شبكة واسعة من الشركات بدءا من مشروعات النفط والغاز وانتهاء بالتشييد والاتصالات. وتقدر مصالحه الاقتصادية بمليارات الدولارات.

اترك رد