مغرب الحضارة يستحق الأفضل حتى في الرياضة لأننا استثمرنا أكثر…
بقلم: عزيز رباح
هل كرة القدم مجرد لعبة لا يحكمها منطق أم أنها ككل شيء في هذه الحياة له قواعد وقوانين تحكمه وهي بذلك تحتاج إلى نقد وتقييم؟
كل المغاربة حزنوا كثيرا بعد النتيجة المفاجئة للفريق الوطني أمام فريق جنوب إفريقيا، وكنت أمني النفس بكأس طال انتظارها.
لكن الصدمة كانت قوية لي ولكل المحبين. رأيت ذلك بالامس عبر القنوات والمواقع وفي الشوارع بعد انتهاء المباراة.
قد يقول البعض أننا أمام لعبة ورياضة فيها الرابح والخاسر، لكن كرة القدم اليوم أصبحت قطاعا كامل الأركان، لها دور سياسي واجتماعي واقتصادي ودبلوماسي وسياحي، وننفق عليها الكثير وتأخذ منا الكثير.
ولذلك فهي تحتاج إلى أن نهتم بها أكثر ويجب أن نستخلص الدروس وأن نقوم بعملية نقد ذاتي بعد هذه النتائج وقد يكون نقدا مؤلماً لكنه ضروري حتى نستطيع اتخاذ القرارات الصحيحة والمناسبة في المستقبل القريب.
فما الذي حدث وكيف حدث…؟؟؟
الفريق الوطني يضم في صفوفه لاعبين كبار بمهارات وخبرات كبيرة ويمارسون في بطولات عالمية ومع أندية وفرق رائدة !!!
وهذا الفريق قدم نتائج كبيرة في مونديال قطر ووصل إلى المربع الذهبي وهزم فرقا لا تضاهى مثل بلجيكا، البرتغال، كرواتيا، إسبانيا…
وميزانية الجامعة الملكية لكرة القدم معتبرة وتتجاوز بكثير ميزانيات الجامعات الإفريقية !!!
وأجور المدرب الوطني والطاقم التقني مرتفعة وتتجاوز بكثير أجور الفرق المنافسة !!!
والظروف المحيطة بالفريق الوطني مناسبة وأكثر من جيدة حتى الفنادق يتم إعادة تجديدها !!!
العلاقات جيدة بين مسؤولي الجامعة والمدرب واللاعبين وتعيش أجواء لا سابق لها في تاريخ اللعبة في بلدنا!!!
والفرق المنافسة التي لعبنا ضدها تأهلت بصعوبة وليست في قائمة المنافسين على اللقب !!!
والجمهور المغربي أكثر من رائع على كل المستويات داخل الملعب وخارجه وفي كل ربوع المملكة وخارجها، حتى العجزة والمعوزين يبكون للفوز والهزيمة !!!
والجامعة والفريق الوطني لم يتعرضوا للتشويش ولا الانتقاد ولا التبخيس ولا حتى سمعوا همسا من الصحافة الأشد جرأة والمحللين الأكثر صرامة!!!
فما الذي حدث إذن؟
هل هي لعبة يحكمها فقط منطق الحظ، أم هي لعبة مستعصية على الضبط والتحكم وليس لها منطق، وهل هذا يسري علينا وحدنا أم على الجميع؟ أم أن المنافسة الإفريقية لها منطقها ولها خصوصياتها وهي تستعصي على الفريق الوطني؟ أم تستعصي على اللاعب المغربي المحترف دوليا…؟
أسئلة كثيرة تطرح نفسها والبحث عن أجوبة هو مسؤولية المسؤولين أولاً ثم باقي الفاعلين كل حسب مجال اختصاصه، والأجوبة يجب أن تكون بعيدة عن منطق العاطفة أو المحاباة أو المجاملة ولا حتى النقد اللاذع غير المجدي، نريد أجوبة علمية ومنطقية تلامس كل الجوانب، وأولها الجوانب التقنية والفنية والسياسية والاقتصادية، وأن تطرح هذه الأسئلة باب الجامعة والأندية الرياضية الوطنية والمؤسسات الحكومية المعنية وكل الفاعلين.
نحن نستحق أن نكون في وضع أفضل من الوضع الحالي ونستطيع فعلاً تحقيق ذلك نحتاج فقط إلى عمل كبير ممزوج بإخلاص وصدق وأمانة وعزيمة وثقة.
كما أننا وجب أن نقدم الكثير للرياضات الأخرى الفردية والجماعية التي لو أنفقنا عليها القليل وأحطناها بالرعاية ولو باليسير لحصلنا على الكثير من الإنجازات والأفراح.
نعم الرياضة لعبة، لكنها صورة وعنوان لمسيرة وطن يستحق الأفضل !!!