الواقع السياسي من سيئ الى اسوء

بقلم: أحمد عنج

اصبح الواقع السياسي المغربي في الاونة الاخيرة منغمسا في حوض من التعفن والنتانة، ان جميع المؤشرات توضح بكل جلاء انه ينحدر بسرعة فائقة نحو الافلاس وعلى قولة امرئ القيس كجُلمودِ صخرٍ حطّه السيلُ من علِ .
فبدل التباهي والتنافس في تنزيل خطط وبرامج وابراز قوة واهمية النماذج المعتمد من طرف كل حزب للنهوض بالوضع الاجتماعي العام للبلاد والمساهمة والمشاركة في ابراز الاطار الشامل للسياسة العمومية الدي تنعكس فيه التوجيهات الاستراتجية للساسة العامة للدولة ودور الاحزاب فيها .
نلاحظ انها تتنابز وتتبادل السباب وتحاولة النيل من السمعة وتلطيخ السجلات بالفضائح ،والضرب تحت الحزام .
احزاب لا يشرف المغاربة الانتماء اليها والتعاطف والتضامن معها، احزاب مفلسة سياسيا واخلاقيا ،وفكريا، هل احزابنا تستوعب ان دعم قطاع الصناعة يعد من اهم حاجيات المجتمع المغربي بحكم كونه منشأ للثروة ومعزز لحقل التشغيل والحماية الاجتماعية وتقليص البطالة ،هل لا تفكر احزابنا في تشجيع القطاعات المقاولاتية الصغيرة وتوفير المناخ الملائم والتخطيط وبناء القدرات الفنية والتقنية الخاصة ،وخلق ظروف تنافسية شفافة تمكنها من ممارسة انشطتها ومنحها بعدا استراتجيا على المدى والمتوسط والبعيد لتمثين معايير النجاعة وجعلها رافعة تنموية ملائمة لكل المجالات .
لعل احزابنا بعيدة كل البعد عن انشغالات المواطن او انها ليست مؤهلة لمواكبة التطورات العالمية والمحلية التي تدور من حولها ،وليس لها ما تبت به داتها سوى تبادل السباب وتبادل التهم وتلطيخ السمعة .وفيما يفيد هدا الوطن والمواطن ؟
ان الاساءة والهجوم على الغير مجرد تضليل يحمي الحزب بهما نفسه بالصاق عيوبه ونقائصه ورغباته المحرمة والمستهجة بسواه، وعنوان عدم قدرته على انتاج برامج واقعية وفعلية تخدم الصالح العام انها دليل الاحباط الدي اصاب احزابنا نتيجة عدم قدرتها تحمل الضغوط الاجتماعية والاقتصادية وعدم قدرتها على استعاب الفشل في معالجتها وعدم تكافئ طاقتها مع مطالب المواطنين والتفاعل معها .فهربت النقاش من ساحة خدمة الصالح العام ،الى التبرز على بعضها البعض ،ضنا منها ان هده السفاهة ستنطلي حليتها على المجتمع وتكسب تعاطف مواطنيه وأصواتهم الانتخابية .
نحن في حاجة لمقارعة الخطة بالخطة وصناعة الافكار والنتائج الملموسة ،لا للسفاهة والسباب ،ان قال احدهم ان بعض المغاربة “خاص تعاود ليهم الترابي” فاظن احزابنا هي اولى بهذا البرنامج الطموح .

اترك رد