إلى السيد عويس العاشق الولهان للسيدة تفاهة

بقلم حسن المولوع

سيدي عويس أو عويس بدون سيدي لأنك ربما من قبيلة من تواضع إليك نظرت إليه بعين الحقارة تماما كالواقف على قمة الجبل يرى الناس صغارا لكن هم يرونه صغيرا، هكذا هو حالك أنت، والحالة التي تعيشها الآن نابعة من فراغ قاتل يجعلك تبحث عن كيفية لملأه ولم تجد إلا حسن المولوع الذي تحلم به في النوم واليقظة وتتشبث بخيوط الوهم والخيال، أقول لك وهذه نصيحة الطبيب للمريض إذا كان جسدك من رمل، فلا تفتش عن الماء، بل مرن نفسك على الارتواء بالنار.

قدمت لك اعتذارا أمام الملأ وعبر مواقع إخبارية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بالرغم من أن الموضوع لا يستحق كل هذا لأنني بكل بساطة لم أفعل شيئا يضر بك أو بأناس آخرين، ويبدو أن اعتذاري لك جعلك تسلك طريقا ملتويا وتخطو خطوا منحرفا لذلك فضلت البحث عن مسطرة لتفرض عليك الإسقام.

من تكون يا هذا ومن تظن نفسك يا واهم، احترمناك أكثر من اللازم وما زلت ترتمي في أحضان التفاهة وتلوك الكلام تلو الكلام كالعجوز الشمطاء، أنت إنسان غير ناضج نعم أقولها وأكررها من أنت؟ كيف سولت لك نفسك لباس ثوب القداسة؟ فهل أنت قديس ونحن لا نعلم؟ من تكون؟ اعلم أن الإنسان لا يكبر إلا بجوار الأم، لذلك يلزمه أن يستبدل أمه باستمرار كي يكبر باستمرار.

أرى أيها المزعوم أن الكلمات تترغرغ في فمك وتحس بالاختناق الممزوج بالغرغرة فأسقطك في الهم التالي: أنت الآن بين حالة الموت، وحالة المضمضة، نعم تحس بالاختناق وتبحث عن منقذ ينقذك، أراك عاشقا للتفاهة ياغلام.

يا غلام إني أعلمك كلمات ابتعد عني فأنا منطقة خطر، دعني أوضح لك بعض الأمور بحكم أنك أصبت بصبوة في خريف عمرك يا مسكين، أنا صحافي أتعلم ما معنى صحافي ابحث عن المعنى في قواميس الزمان والأيام، ولكن لأنني قلت لك سأعلمك كلمات دعني أقول لك من أنا، أنا دائم الترحال من هنا وهناك، من منبر إعلامي إلى آخر ومن بار إلى بار، عاشق للترحال سلاحي كفاءتي وهذا مشهود لي من صحفيين مخضرمين ربما لم يحصل لك شرف لقائهم ولربما يترفعون من الجلوس معك حتى، أتعرف لماذا؟ لأنك ببساطة مازلت طفلا ترفل في غرارة الصبى، ما قذفك إلى السياسة يا مسكين وأنت مازلت غلاما؟ أعود وأكررها ليس لدي ما أخسره ياهذا فأنت توهمت بأن باعتذاري لك ستجعلني تحت حذائك وكل مرة تخرج لنا بأسطوانة جديدة مقرصنة، أتدري لماذا تتمسك بالتفاهة لأنك لم تقدم أي جديد، دعني أسألك أي قيمة مضافة تقدمها في هذه الحياة بصفة عامة؟ لا شيء غير الكلام وأنا من الناس الذين يتعبهم الكلام التافه والفارغ من المحتوى أتحداك أن تواجهني وجها لوجه وقارعني بالحجة والبرهان أمام الحضور، بالطبع لن تستطيع لأنك لا تمكلك المقومات التي ينبني عليها الفهم ثم التحليل وإلا ما وقعت في فخ التفاهة.

أتذكر أستاذا لي ربما لاتعرفه وهو طلحة جبريل حينما كنا في محاضرة يوما ما حيث قال وما زلت أتذكر هذه الكلمة” الصحافي الذي لا يزعج ليس صحافيا بالمستوى المطلوب وربما أزعجك كلامي وها أنت تمسكت بالتفاهة ووقعت  في خطأ فاضح، وفي ذات المحاضرة أيضا قال لنا الصحافي المزعج دائما يكون مكروها من طرف من أزعجهم فمرحبا بكرهك لي وأنت بذلك تضيف إلى تاريخي شيئا حققته وهو إزعاجك، أتعرف متى أزعجتك؟

يوم إنجازنا لربورتاج حول الذكرى التأسيسية الأولى وأثارتك خاتمة الموضوع حينما علقت “يجب التخلص من بعض الكائنات” فلربما “”فعفعتك”” هاته الخاتمة وشعرت بعقدة الذنب بأنك لم تقدم شيئا، قل لي ماذا قدمت؟ لا شيء.

لقد توصلت بمعلومات عنك تفيد بأنك أنت هكذا حتى في عملك الذي تكسب منه قوت يومك بأن دائرة الغاضبين من سلوكاتك بدأت تتوسع شيئا فشيئا حتى في اجتماعاتهم التي تعقد تحاول الظهور لتبرز لهم بأنك موجود ومن هذا المنطلق أقول لك أن إثبات الوجود يكون بالجهد وتقديم مجهود.

حينما كتبت رسالة اعتذار عاتبني أكثر من شخص على كتابتها وفي طليعتهم أساتذتي الذين درسوني ،قالو لي من هو ذاك الذي تعتذر منه وتجشمت كتابة تلك المقالة، فسردت عنهم ما لم أكتبه في ذاك المقال وشبعوا منك ضحكا وهم الذين أطلقوا عليك وصف إنسان غير ناضج ولا يستحق تلك السطور بل هو من يجب عليه أن يعتذر لأنه أساء الفهم.

وبطبيعة الحال وأنا أقولها ولا أمل من تكرارها أنا لم اسئ لأحد فلماذا الاعتذار إذن لذلك أطالبك أمام الملأ بأن تعتذر إلي لما نجم عن سلوكك الأرعن من أضرار بليغة على نفسيتي جعلتني غير مركز في عملي حتى انفلت مني لجام الإبداع.

أنا يا هذا لست موظفا بملحقة إدارية وتغريني المكاتب، ياهذا ابحث في تاريخي وستعرف من أنا، أنا إنسان عاشق للإبداع ولا تهمني أنت ولا يهمني منصبك ،فمن أنت إذن ؟ سؤال اطرحه على نفسك وعندما تجد جوابا له ارمه في مطرح النفايات.

أنت شخص مريض بهذا المعنى وعنصري حتى النخاع وفيك النزعة القبلية وتحسب نفسك بسلوكك هذا أنك سترهبني ” والله منعقل عليك وراك وراك والزمن طويل راه معندي ميدار غي البحث في الملفات”.

اذهب وابحث لك عن دمية تلعب بها فالمأساة تتكرر بداخلك والفشل أحاط بك من جميع الاتجاهات أنت شخص فااشل نعم فاشل حينما ارتميت بأحضان التفاهة، من أنت؟ أقولها لك مجددا ؟ هل أنت ناطق رسمي باسم جهة معينة؟

إذهب عند أولئك المحبطين الفاشلين ليقوموا على مواساتك فهم لا شغل لهم سوى تصيد الأخطاء والجلوس في المقاهي الحقيرة والكتابة على صدر الفيسبوك الذي ضاق منهم وانخرطت معهم في مثل هذا السلوك، أسحب اعتذاري الذي قدمته سلفا لأن كرامتي لاتسمح لي بتقديم اعتذار على شيء لم أقترفه فلماذا الإعتذار إذن.

أذكرك فإن الذكرى تنفع المؤمنين، أنا شخص يعيش كل يوم أزمنة كثيرة، حملتني السنين فوق كاهلها، لا أبالي بالوقت ولا بالآخرين، تتقاذفني المدينة وترميني إلى بعضها حتى أنتهي في البحر بعنف قاس على شاطئه حيث  ثمة بيرات باردة، رابضة فوق جماجم الأحياء والأموات..مات الأموات من فرط الفاقة ومات الأحياء من فرط الرغبة.

أقول لك: فين باغي توصل أو شنو هو حدك.

ستقول لي: لا أدري.

أقول لك: وما أنت ؟ وكيف أردت أنت تصبح قديسا.

ستقول لي: شربت بيرة منتهية الصلاحية ونمت فوق مكتبي وحلمت بك فبسببك سيصبح لي وجود.

أقول لك: اخترت المنطقة الخطر ولم تحسبها جيدا.

ستقول لي: نعم فلقد بدوت لي صغيرا.

أقول لك: أخطأت ولم تصب القول لذلك ابحث عن دمية صغيرة تنسيك ما أنت فيه ودعني مع البيرات الباردة أنتشي طعم الإبداع فلولا الإبداع لكنت في عداد الموتى منذ زمن ، ليس لدي ما أخسر  فبيتك من زجاج لذلك احذر الحجر.

اترك رد