أدانت جامعة الدول العربية، يوم الجمعة، الهجوم العسكري الذي تشنه إسرائيل على إيران، مطالبة بوقفه فورًا، وداعية إلى تعزيز الجهود الإقليمية والدولية لخفض التوتر والتوصل إلى تهدئة شاملة تضع حدًا للتصعيد المستمر في المنطقة.
جاء ذلك في البيان الختامي لاجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول العربية، عقد بمدينة إسطنبول برئاسة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي. واعتبر الوزراء أن “العدوان الإسرائيلي على إيران يمثل انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، ويشكل تهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الإقليمي”.
وأكد المشاركون في الاجتماع على “أهمية وقف هذا العدوان، والعودة إلى المسار التفاوضي بشأن الملف النووي الإيراني، ودعم كافة المبادرات الرامية إلى تهدئة الأوضاع”. كما دعوا المجتمع الدولي، وفي مقدمته مجلس الأمن، إلى “تحمل مسؤولياته إزاء الخروقات الإسرائيلية المتكررة للقانون الدولي، وما تشكله من تهديد لاستقرار المنطقة”.
وشدد البيان على أن “الحل الدبلوماسي والحوار الجاد يمثلان السبيل الوحيد لمعالجة الأزمات، بما ينسجم مع ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي”. واعتبر الوزراء أن التهدئة الشاملة لن تتحقق إلا من خلال معالجة الأسباب الجذرية للصراع، وفي مقدمتها وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، والسماح الفوري والآمن والمستدام بدخول المساعدات الإنسانية عبر وكالات الأمم المتحدة، بالإضافة إلى وقف الانتهاكات الإسرائيلية غير القانونية في الضفة الغربية، التي تعرقل فرص حل الدولتين.
كما حذر البيان من أن “السياسات الإسرائيلية الحالية تدفع بالمنطقة نحو مزيد من التصعيد والعنف”، مؤكدين ضرورة التحرك الدولي الجاد لوقف هذه السياسات العدوانية، والالتزام بتطبيق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لعام 2002.
وفي جانب متصل، شدد الوزراء العرب على ضرورة احترام حرية الملاحة في الممرات الدولية، محذرين من التداعيات الخطيرة لاستهدافها على الاقتصاد العالمي وأمن الطاقة، كما دعوا إلى إدانة أي خرق لأجواء دول المنطقة، والامتناع عن استهداف المنشآت النووية الخاضعة لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وحذر البيان كذلك من المخاطر الكارثية لأي تسرب أو انبعاث نووي، داعيًا إلى إخلاء منطقة الشرق الأوسط من جميع أسلحة الدمار الشامل، وذلك استنادًا إلى قرارات الأمم المتحدة ومقررات القمم العربية السابقة، وآخرها قمة بغداد في مايو 2025.
وأكد الوزراء على أهمية انضمام جميع دول المنطقة إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، بما يعزز الأمن الإقليمي ويحول دون وقوع كوارث إنسانية وبيئية.
يشار إلى أن هذا الاجتماع عقد على هامش أعمال مؤتمر وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، الذي تنطلق أشغاله السبت في إسطنبول برئاسة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ويستمر لمدة يومين.
ويأتي الاجتماع في ظل تصاعد خطير بين طهران وتل أبيب، إذ تشن إسرائيل، بدعم أميركي، منذ 13 يونيو الجاري، سلسلة هجمات عنيفة على إيران استهدفت منشآت نووية وقواعد صاروخية، بالإضافة إلى قادة عسكريين وعلماء نوويين، وهو ما ردت عليه طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة نحو العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين حتى الآن.