أكد رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، أن استقرار منطقة البحر الأبيض المتوسط يمرّ حتما عبر حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، مشددًا على أن الحرب في غزة تمثل أولوية مستعجلة، وعلى أن وقفها يشكل مدخلاً أساسياً لإقرار السلم والأمن في المنطقة برمتها.
جاء ذلك خلال كلمته في الدورة الثامنة عشرة للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، المنعقدة بمدينة مالقا الإسبانية بين 25 و27 يونيو 2025، حيث نوه العلمي بتمسك الرئاسة الإسبانية بموعد الدورة رغم السياق الدولي المتوتر، في إشارة إلى أهمية الترافع البرلماني لصالح السلام، والدفاع عن الحوار والعقلانية بدل منطق العنف والمصالح الضيقة.
وفي معرض تشخيصه لتحديات المنطقة الأورومتوسطية، اعتبر العلمي أن الحروب، والنزاعات، والاختلالات المناخية، وأزمات الطاقة والغذاء، وتفاوت الثروات بين ضفتي المتوسط، تُثقل كاهل الشعوب، لكن الشعب الفلسطيني يظل الضحية الأكبر لكل هذه التوترات المتفاقمة.
وأشار إلى أن الحل يمر عبر تمكين الفلسطينيين من إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مبرزًا أن ذلك ليس فقط من مقتضيات العدالة الدولية، بل شرط ضروري لتجفيف منابع التطرف واستعادة الاستقرار الإقليمي والدولي، نظرًا للأهمية الجيوستراتيجية للحوض المتوسطي في توازنات الاقتصاد العالمي.
وتوقف رئيس مجلس النواب عند قضية الهجرة باعتبارها من أبرز محاور الدورة، داعيًا إلى تصحيح التمثلات المغلوطة بشأنها، والإقرار بدورها في تنمية بلدان الاستقبال، وكذا الإشادة بالتجربة المغربية الإسبانية في تدبير الظاهرة في إطار احترام حقوق الإنسان وروح ميثاق مراكش للهجرة الآمنة والمنظمة.
وفي ختام كلمته، ثمّن العلمي جهود الرئاسة الإسبانية في تنظيم الدورة، وهنأ نظيره المصري الدكتور حنفي جبالي على توليه الرئاسة الدورية الجديدة للجمعية، معربًا عن أمله في أن تسهم هذه الدينامية البرلمانية المشتركة في تهدئة الأوضاع وتعزيز قيم التعاون والحوار في الفضاء المتوسطي.