العيد تكريم أم مجرد اعتراف وتسليم؟؟؟
بقلم: نجية الشياظمي
عيد المرأة _أو ما يطلق عليه اليوم العالمي للمرأة_ وعيد الأم
ليس صدفة أن تكون كلها في نفس الشهر، فالضحية نفسها المرأة سواء كانت أما أم لا، وحينما نعود للتاريخ كي نعرف ظروف و ملابسات تحديد العيد الأول في هذا التاريخ بالذات وقد يكون هذا الحدث معروفا عند الأغلبية والتي لديها القدر الكافي من الفضول وفي تحليل الأمور، فتخليد الذكرى جاء لجبر خواطر أهالي تلك المجموعة من العاملات _ومعهن كل النساء_ واللواتي متن اختناقا واحتراقا في مكان عملهن، للأسف ميتة لا يتمناها أحد حتى لألد أعدائه، لكن الظروف كانت كذلك، وبذلك ربحنا نحن النساء ذلك العيد الذي لازال رماد ضحاياه منتشرا في أجواء هذا العالم الغريب نستنشقه مع الهواء كل يوم، والذي يجعل من ذكرى محرقة مجموعة نساء عيدا تحتفل فيه باقي النساء وتتباهين، بإنجازاتهن ناسيات من كن سببا في ذلك، ربما يكون هذا وفاء بقدر ما بإمكانه أن يكون خيانة، خيانة لأننا في كل عيد لا نتذكر تلك المكافحات الهزيلات، واللواتي لا زال مثلهن الكثير في عالمنا، يطعمن ذويهن برغيف معجون بعرقهن وأحيانا بدموعهن.
وقد يكون أيضا تحديد العالم لعيد الأم في نفس الشهر، اعترافا وتسليما منه لما تعانيه النساء والأمهات، حيث يستدرجهن الزواج ليصبحن دائما دائرات في طاحونة الحياة، هذه الطاحونة التي لا تتوقف إلى أن تطحن ضحاياها وتفنيهم. وهكذا نرى ونتوصل إلى أن هذه الأعياد مجرد تسليم أكثر منه تكريم للنساء بتولي كل الأمور الصعبة والمعقدة أحيانا بأجر وفي كثير من الأحيان بدون أي أجر. ماذا لو كان في الاحتفال بهذه المناسبات أكثر من مجرد تخليد تاريخ معين من باقي ايام السنة، ماذا لو خصصت الحكومات لهذه الشريحة الأساسية في بناء المجتمعات بعض التكريم ببعض المنح المالية تقديرا لجهودهن فكلهن يسحقن كل الشكر والتكريم والتقدير، ألن يكون هذا أفضل من مجرد وردة، أو مجرد صورة جميلة تتناشرها مختلف وسائل التواصل الاجتماعي؟ الن تحس امهاتنا والنساء جميعا حين ذاك بالفخر الحقيقي والفرحة الكبيرة، وإلى أن نصل إلى هذه الدرجة من الوعي كل عام وكل النساء والأمهات بخير وصحة وعافية.