القائد

بقلم: مسرور المراكشي

بعيدا عن الجدل الفقهي الدائر حول مناسبة المولد النبوي وهل هو عيد ام لا وهل الإحتفال به جائز أم غير جائز..؟ ولنتجاوز هذا النقاش نقول إنه ذكرى والله عزوجل يقول: “…وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين…” وسنتحدث في هذا المقال عن مولد أكرم خلق الله محمد ابن عبد الله نبي الرحمة وبالضبط عن شخصية القائد فيه لقد جمع حوله قلوب جيش الصحابة قبل أجسادهم حيث كانت المحبة الصادقة التي تربط القيادة والجيش هي حجر ألأساس المتين فكلما أراد أحد الجنود الإستفسار عن أمور بخصوص الحرب مثلا موقع المعركة أو وقت الهجوم الإقبال أو الإدبار إلا وقدم هذه الجملة التي تترجم قمة المحبة والوفاء لشخص النبي الكريم قائد القلوب قبل الأجساد: ( بأبي انت وأمي يارسول الله ) ثم يستفسر عما شاء.وانظروا اليوم إلى حال الحكام مع شعوبهم وقادة جيوشهم ستجدون الشك هو أساس الحكم الكل يشك في الكل فالقادة العسكرين عبارة عن أجساد بلا حب صادق ولا ولاء صادق يضعون على صدورهم او سمة ونياشين وميداليات و لهم ألقاب و رتب عالية ومع ذلك لا يشعر الرئيس معهم بالأمن فهو دائم التوجس منهم خيفة ومن الشعب لهذا تجد أغلب الرؤساء ينفقون ثلث الميزانية على الإستخبارات لتحقيق الأمن والإستقرار فهم يتجسسون على العسكر أولا لتفادي الإنقلاب ويحصون أنفاس الشعب ثانيا لتفادي الثورة لقد أبتليت إفريقيا بحكم العساكر وانقلاباتهم فقد تجدهم يحكمون مباشرة كما هو الحال في السودان واتشاد ومالي أو بقفاز مدني حيث يحركون الرئيس ” الدمية ” من وراء الستار كما هو الحال في الجزائر ومصر لقد قيل إن الرئيس في إفريقيا لا يأمن على كرسي حكمه إذا ذهب للحمام😄 ولكم أن تقارنوا بين أنظمة فاشلة رجعية تحكم شعوبها بالحديد والنار وبين حكم الرسول الأكرم الذي سير جيش الصحابة رضي الله عنهم بالحب ولكم نموذج من ذلك إنها قصة وقعت لخبيب بن عدي وصاحبه زيد بن الدثنة لقد وقعا في ألأسر بعد ان تم الغدر بهما ولقد حاول كفار قريش بعد أن فرقوا بينهم ان ينتزعوا منهما كلمة الكفر بمحمد لكنهم لم يفلحوا رغم التعذيب الشديد وبعد ان استشهد زيد نقلوا خبره مباشرة إلى خبيب كي ينهار لكنه ثبت عندها فقد المشركون توازنهم ثم قاموا بصلب خبيب على جذوع النخل و رموه بالسهام وضربوه بالسيوف ولما تمزق لحمه و سالت منه الدماء تقدم إليه أحد المشركين ظنا منه أنه قد ضعف فحاول مساومته فقال له : (أتحب أن محمدا مكانك وأنت معافى في أهلك ) فكان جوابه رضي الله عنه حاسما حيث قال : (والله ما أحب أني في أهلي و ولدي معي عافية الدنيا ونعيمها ويصاب رسول الله بشوكة ) قمة الحب والوفاء للقائد محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا الجندي يتألم وتسيل منه الدماء وكلمة واحدة تنجيه من العذاب وهي الكفر بقائده لكنه يأبى ذلك حتى استشهد رضي الله عنه…!! فعد هذا الجواب والذي هو نفس جواب رفيقه زيد صاح أبا سفيان وهو لازال على شركه لم يسلم بعد حيث قال : (والله ما رأيت أحدا يحب أحدا كما يحب أصحاب محمد محمدا) وهذا غير مستغرب فلقد قال الرسول الأكرم: (لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده و والده والناس أجمعين) إذن أبعد هذا الحب كله فهل تظنون أن مثل هذا الجندي و رفاقه الأشاوس سيشاركون في محاولة انقلاب على قائدهم..!!؟؟ لهذا أو جه نصيحة لكل فصائل المقاومة في فلسطين المحتلة إلى الإعتكاف على تدارس سيرة هذا النبي الأكرم في الحرب والسلم فعند ما تشتد ألأزمات على ألأمم يعتصم كل شعب بما يعبد فالهندوسي يعود لبقرته والمسيحي يحتمي بصليبه والمجوسي يلوذ بنيارانه و اليهودي يرجع إلى تلموذه وأساطيره…أفلا يرجع المسلم إلى قرٱنه وسنة نبيه ..!!؟؟✌🏽✌🏽✊🏻✊🏻 تصحيح أية (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) سيتم إرسال نفس المقال بعد التصحيح

اترك رد