النقابة المغربية للتعليم العالي ترصد خروقات معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة وتحذر من الاستمرار في تجاهل مطالب إصلاحها

بالواضح

حذر المكتب المحلي النقابي بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة التابع للنقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي (حذر) من الاستمرار في تجاهل مطالب إصلاحها، راصدا جملة من الخروقات والتجاوزات التي همت تدبير وتسيير هذه المؤسسة.

وأكد المكتب النقابي، في رسالته المفتوحة المعنونة بـ: “مخاوف كبيرة بشأن المستقبل الغامض لمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة”، (أكد) إتصالَه بمدير المعهد عدة مناسبات، عبر طلبات المقابلات، ومن خلال البيانات، للفت انتباهه إلى ما وصفه بـ”الخلل الوظيفي الخطير” الذي تعاني منه مؤسستنا. ولسوء الحظ، يقول المكتب النقابي، ظلت محاولاتنا حبرا على ورق ولم تقابل إلا باللامبالاة والازدراء.

وفي المقابل، تقول الرسالة المفتوحة للمكتب المحلي التابع للنقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي، “فإنكم تمنحون أهمية غير مبررة لبعض الأشخاص الذين لا يجلبون أي مصلحة إلى المؤسسة، مع أنهم يتألقون بغيابهم المتكرر ويتفوقون في إساءة استخدام السلطة.

ورصد المكتب النقابي جملة من الخروقات التي اعترت تسيير وحكامة هذا المعهد كالآتي:

  • الاعتماد المفرط لحكامة المعهد على وزارة الفلاحة، على الرغم من تمتع المعهد بالاستقلالية في الإدارة واتخاذ القرار؛
  • عدم الالتزام بالقانون والشروط اللازمة لتعيين بعض المسؤولين وأعضاء الهيئات الرقابية بالمؤسسة؛
  • إقالة المسؤولين المنتخبين دون إبداء الأسباب كما حدث مؤخراً مع مدير مسلك الفلاحة؛
  • التغاضي عن التعاطي مع توصيات المجلس الأعلى للحسابات وتقديم الدعم الغير المشروط لأشخاص لا يحترمون التزاماتهم في التدريس والبحث؛
  • عدم وجود تقارير دورية عن أداء الأساتذة الباحثين والتي من شأنها أن تشكل نوعًا من التقييم الذاتي الداخلي الذي له تأثير إيجابي واضح على سمعة المؤسسة ووضوح الرؤية وتقييم الأداء المقارن؛
  • التأخر الملحوظ في نشر النصوص المنظمة لمسالك التكوين وصلاحيات مديري المسالك وعلاقتهم برؤساء الأقسام.
  • الافتقار إلى التواصل والغموض في إدارة المؤسسة؛
  • عدم احترام المساطر والهياكل والإدارة الارتجالية للشؤون البيداغوجية؛
  • الإدارة عن بُعد لموقع المعهد الإلكتروني من قبل شخص غير متخصص، مما يطرح الشكوك في فعالية أداة التواصل هذه لمؤسسة كبيرة من قبل المعهد والتهديدات التي تتعرض لها سرية محتواها؛
  • عدم وجود رؤية لمستقبل مجمع البستنة بأكادير.

من جهة أخرى، يتميز التدبير الإداري للمعهد بنقص في التواصل والتعتيم والتأخير في معالجة الملفات والتوقيعات، مما يعيق التزامات الأساتذة الباحثين ويؤخرها.

وعلى المستوى البيداغوجي، أكدت الرسالة المفتوحة، تدهور الوضع بشكل خطير وبيّن منذ تنصيب مديرها الحالي، مشيرة إلى أن عدم الامتثال لدفتر الضوابط البيداغوجية الوطنية وملفات الاعتماد أدى أحيانا إلى حالة من الفوضى وغياب فعلي للتنسيق البيداغوجي لمسالك التكوين. كما تم الاحتفاظ بمديري المسالك التي انتهت ولاياتهم منذ فترة طويلة، مما يدل على عدم وجود رغبة في التفكير الجدي في تطوير نظام التكوين بالمعهد.

وفيما يتعلق بالتعاون والشراكة، فقد أكدت الرسالة النقابة المفتوحة، بأنها شهدت انخفاضًا حادًا في فرص التعاون الموجهة للأساتذة الباحثين بسبب فقدان المصداقية مع الشركاء، ويستمر المعهد في الاعتماد على الإنجازات التي استفادت منها الإدارة السابقة. كما أن الإدارة الحالية تبتدع باستمرار القواعد والإجراءات وتتدخل في شؤون الأساتذة الباحثين، وتتجاوز صلاحياتها المحددة في الهيكل التنظيمي لمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة.

وأشار المكتب المحلي التابع للنقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي إلى أن منتصف ولاية المدير الحالي لمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة اتسم بالعديد من المظالم ضد بعض الأساتذة الباحثين الذين عانوا من تصفية الحسابات وسوء المعاملة غير القانونية والظالمة وغير الأخلاقية منذ تعيينكم، سواء من جانب المدير، أو من جانب المتعاونين الذين عَيَّنهم أو من خلال أشخاص معينين الذين قام بتعيينهم ومنحهم صلاحيات لا تستند إلى أي أساس تنظيمي. ولقد كان حريا بكم، تقول الرسالة الموجهة إلى مدير المعهد، “أن تسائلوا الأساتذة الذين يقضون معظم أوقاتهم خارج المغرب، أو أولئك الذين لا يحترمون التزاماتهم تجاه المؤسسة، أو أولئك الذين يعملون باستمرار خارج المعهد ضدا على قانون الوظيفة العمومية”.

واعربت رسالة النقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي عن “مد يدها مرة أخرى للمساهمة في الجهود المبذولة من أجل تطويق الأزمة التي تطال مؤسستنا والإسهام في تطويرها”، وذلك “نظرا لجسامة وخطورة الموقف” وكذا “انسجاما مع مبادئها وقناعاتها”.

وذكّر المكتب المحلي بأدواره النقابية منذ تأسيسه في نهجه أسلوب تحسين ظروف العمل داخل المؤسسة، ورفع مستوى وجودة التكوين والبحث سعيا منه إلى استعادة السمعة الرائدة للمعهد. وقد حشد المكتب المحلي تجربة مجموعة من الأساتذة الباحثين من أجل العمل على وضع خارطة طريق التي تم اقتراحها عليكم في شكل كتاب أبيض. مسجلا تجاهل مدير المعهد لتلك المبادرة دون اقتراح أي مشروع أو خطة عمل بديلة لتطوير المؤسسة. مشيرا في سياق متصل، إلى النقص التام في استجابة المدير من خلال ما يظهره من “ازدراء للأساتذة الباحثين واستهزاء بالحد الأدنى من القيم الأكاديمية التي تميز دائمًا العلاقات بين الزملاء، بغض النظر عن مستوى مسؤوليتهم”. مؤكدا بأن رفض مدير المعهد الدائم للحوار يدفع المكتب المحلي النقابي إلى توجيه هذه الرسالة المفتوحة.

وأعربت الرسالة المفتوحة عن القلق البالغ للمكتب المحلي للنقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي إزاء الوضع الذي آلت إليه المؤسسة، سواء من حيث الحكامة والإدارة البيداغوجية والعلمية أو من حيث مستوى تطبيق القانون والمساطر التي تؤطر مؤسسة للتعليم العالي والبحث العلمي، وذلك بعد عامين من ولاية المدير الحالي للمعهد.

اترك رد