أثار إعلان الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم عن برمجة مباراة ودية وحيدة أمام منتخب أنغولا، منتصف شهر نونبر المقبل في العاصمة لواندا، تساؤلات عديدة حول خلفيات هذا القرار المفاجئ، خاصة بعد الأنباء التي راجت في الآونة الأخيرة عن مفاوضات محتملة لملاقاة المنتخب المغربي في تاريخ التوقف الدولي ذاته.
فقد كان جمهور كرة القدم ينتظر مواجهة من العيار الثقيل تجمع “أسود الأطلس” بـ“التانغو”، خصوصًا بعد المواجهات المثيرة التي جمعت المنتخبات المغربية والأرجنتينية في فئات الشباب والأولمبيين، والتي عرفت تفوق العناصر المغربية بشكل لافت، بدءًا بهزيمة مريرة امام أصدقاء حكيمي والخنوس واخوماش في أولمبياد باريس وانتهاء بانتصار أشبال الأطلس الأخير في نهائي كأس العالم لأقل من 20 سنة.
ويرى متتبعون أن الاتحاد الأرجنتيني اختار بوضوح طريق “السلامة”، مفضلًا مواجهة منتخب إفريقي متواضع بعيد عن الضغوط الإعلامية والمخاطر التقنية، تفاديًا لأي نتيجة سلبية جديدة أمام المغاربة الذين باتوا يشكلون عقدة متجددة للكرة الأرجنتينية في السنوات الأخيرة.

ويرجّح مراقبون أن اختيار أنغولا بدل المغرب ليس صدفة، بل يعكس حذر الطاقم الفني بقيادة ليونيل سكالوني من اختبار جديد أمام منتخب في أوج عطائه واندفاعه، خاصة بعد أن أصبح المنتخب المغربي من أكثر المنتخبات استقرارًا وتوهجًا في العالم، سواء من حيث جودة اللاعبين أو التنظيم الفني والذهني.
وبينما سيخوض ليونيل ميسي ورفاقه لقاءً وديًا “هادئًا” في لواندا، يواصل أسود الأطلس استعداداتهم لاستحقاقات قارية وعربية وازنة، وسط إجماع متزايد على أن المنتخب المغربي لم يعد مجرد خصم عابر، بل قوة كروية جديدة تفرض على الكبار إعادة حساباتهم قبل مواجهته.