بعد 35 عاما في مجال الإدارة

بقلم: عمر المصادي

على مدار 35 عاما في مجال الإدارة، فضلت دائما خلالها العمل في الظل بعيدا عن الأضواء، كانت أولويتي هي خدمة المؤسسة وتحقيق نجاحها من خلال تقديم الحلول والقرارات الفعالة، دون السعي إلى الشهرة أو الظهور العلني، كنت أومن أن المسؤولية الحقيقية تكمن في العمل المخلص وراء الكواليس، وأن النجاح يقاس بما يتم إنجازه من دون الحاجة إلى تسليط الضوء على الشخص القائم عليه، وأعتبرت أن رضا النفس هو تحقيق القيمة المضافة للمؤسسة، هو أعظم ما يمكن أن يحصل عليه المرء في مسيرته المهنية.

إن تجربتي المهنية التي امتدت 35 عاما في مجال الإدارة، تلك السنوات التي شكلت جزءا كبيرا من حياتي، وأشهد أنها كانت رحلة مليئة بالتحديات والإنجازات…، لكنني أود أن أركز على نقطة ربما تكون أكثر تميزا في مسيرتي: وهي أني فضلت دائما العمل في الظل.
لم تكن لدي طموحات شخصانية أو رغبة في الظهور او الشهرة عندما انطلقت في هذا المجال، وكان هدفي الأسمى هو خدمة مؤسستي وأدائها بشكل أفضل، وليس السعي وراء الأضواء.

كنت دائما أومن أن النجاح لا يقاس بالأضواء التي يتعرض لها الفرد، بل بما يقدمه من عمل حقيقي يدفع المؤسسة نحو التقدم والتطور.
في البداية، كان العمل الإداري مليئا بالمعوقات والصعوبات، ولكن مع مرور الوقت، أصبحت أفهم أكثر أن الحقيقية تكمن في القدرة على تقديم الحلول بعيدا عن الأضواء، حيث عملت دائما في الظل الأدوار المجهولة، والتي تعتبر أساسا لنجاح أي إدارة، دون أن أبحث عن شهادة أو اعتراف، الأهم كان الحفاظ على سير العمل بسلاسة وفاعلية، وإظهار المؤسسة في أحسن صورة.

خلال هذه السنوات، تعلمت أن الشخص الذي يعمل في الظل هو الذي يقيم النجاح الحقيقي للمؤسسة.
وقد لا يشعر الناس بما يقدمه، لكن المؤسسة بلا شك تستفيد من العمل الذي ينجز خلف الكواليس، فكل قرار يتم اتخاذه، وكل خطوة تنفذ، تعكس رؤية استراتيجية واضحة تهدف إلى تحسين الأداء ورفع مستوى الخدمة، وهذا ما كنت أسعى إليه دائما.
وأعتقد أن هذه الرؤية هي التي تجعل الشخص الذي يفضل العمل في الظل يتمتع برضا داخلي حقيقي.
إن الهدف من العمل ليس هو الشهرة، بل تحقيق قيمة مضافة تشعر بالفخر والإعتزاز دون الحاجة إلى التقدير العلني.

وفي الختام، وبهذه المناسبة، أشكر كل من دعمني في هذه الرحلة من ولاة وعمال، ومديرين، وزملاء العمل، كما أشكر كل الصحفيين والصحفيات الذين قدموا لي يد المساعدة وساهموا واستجابوا للدعوات التي كنت أرسلها لهم لحضور الأنشطة التي كانت تنظمها الإدارة التي اشتغلت بها في مجال التواصل، وجميع من ساهم في إثراء تجربتي.
وأتمنى أن تظل الأجيال القادمة تسعى إلى العمل بإخلاص في كل مجال، وأن تكون مقتنعة بأن الحقيقية هي خدمة الناس والمؤسسة، وليس السعي وراء الأضواء.
تحية خالصة للجميع.

اترك رد