أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، اليوم الخميس بموسكو، مباحثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، في إطار الشراكة الاستراتيجية المعمقة التي وقعها الملك محمد السادس والرئيس فلاديمير بوتين سنة 2016.
وشكل اللقاء مناسبة لتأكيد الزخم القوي الذي أضفاه قائدا البلدين على العلاقات الثنائية، حيث أشاد الوزيران بدينامية الحوار والتعاون القائم بين الرباط وموسكو، معبرين عن ارتياحهما للمستوى المتقدم الذي بلغته الشراكة المغربية الروسية.
وأكد الجانبان حرصهما على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى، من خلال استثمار المؤهلات الكبيرة التي تزخر بها المملكة وروسيا، وتعزيز أوجه التعاون في مختلف المجالات.

وفي هذا السياق، وقع الوزيران مذكرة تفاهم لإحداث لجنة عمل روسية-مغربية بين وزارتي الشؤون الخارجية بالبلدين، ستتولى تقييم حصيلة الشراكة واقتراح محاور جديدة للتعاون ذات قيمة مضافة عالية، بغية تعميق العلاقات واستشراف آفاقها المستقبلية.
كما اتفق الطرفان على إرساء حوار سياسي منتظم وضمان تتبع مشترك للاتفاقيات المبرمة، بهدف إعطاء زخم جديد للشراكة الاستراتيجية المغربية الروسية.

وتطرقت المباحثات، أيضا، إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة الوضع في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل والشرق الأوسط، في إطار استمرار التنسيق بين البلدين حول الملفات ذات الأولوية المشتركة.
وتندرج هذه المباحثات ضمن سلسلة اللقاءات المنتظمة بين الوزيرين، سواء في المغرب أو روسيا أو على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وخلال زيارته لموسكو، سيترأس ناصر بوريطة بشكل مشترك مع نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري باتروشيف أشغال الدورة الثامنة للجنة المشتركة للتعاون بين البلدين.
يُذكر أن العلاقات بين المغرب وروسيا شهدت تطورا نوعيا منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش، حيث قام جلالته بزيارتين رسميتين إلى موسكو في أكتوبر 2002 ومارس 2016، تُوجتا بإبرام شراكة استراتيجية معمقة، فيما قام الرئيس فلاديمير بوتين بزيارة رسمية إلى المغرب في شتنبر 2006.