بين الساعة والساعة

بقلم: نجية الشياظمي

إلى متى سنظل في تأرجح بين ساعة الصيف وساعة رمضان،
وما المشكلة في أن نصوم شهر رمضان بالساعة الإضافية،  ففيه نحتاج ومن المفروض أن نكون في أشد الحماس والنشاط بسبب الخفة التي تنعكس على أجسادنا من خلال قلة الأكل والإبتعاد عن التخمة كما يجب أن يكون، كما أن شهر رمضان هو  شهر الروحانيات والعبادات والسمو بالروح إلى أعلى الدرجات، لكننا في كل مرة تباغتنا شركات الاتصالات بإضافة ساعة أو حذف ساعة كلها اقترب حلول شهر رمضان أو أوشك على نهايته، حيث تقوم بذلك على هواتفنا المسماة بالذكية، مع أنه لا علاقة لها بالذكاء سوى أنها أخمدت عقولنا، وجمدت ذكاءنا فأصبحنا نبدو أقل ذكاء منها حينما اعتمدنا عليها في حفظ حتى أهم خصوصياتنا، ومن يكذب هذا فما عليه إلا أن يتخيل أنه فقد هاتفه أو نسيه في مكان ما . كل هذا لا علاقة له بموضوع الساعة _ والساعة لله _ لكننا أن نقضي أحد عشر شهرا على توقيت معين، ثم فجأة ينادي مناد  أن ارجعوا إلى ساعتكم القديمة، وبين عشية وضحاها وبينما كانت الحركة تدب في البيوت على نفس التوقيت كل صباح، أصبحت متأخرة بساعة، ومن غرائب الصدف أن تجد كل العائلات تتفق على السهر ليلة السبت من أجل استغلال ذلك الوقت الإضافي الذي سيربحونه بعد أن يقدموا العقارب على ساعاتهم دورة كاملة، فيوم الأحد هو يوم عطلة رسمية، وهكذا يصبح حذف الساعة موعدا للسهر والاحتفال، فمن يدري قد يهون هذا الأمر بعض الغمة والكآبة التي لحقت بنا بعد كورونا وبنشوب حرب روسيا على أوكرانيا.
قد تكون الضرورات تبيح المحظورات، لكنني لا أرى ضرورة أشد من أن يستيقظ الأطفال مع ساعاتهم البيولوجية حيث تكون الشمس قد أرسلت أشعتها، فما أصعب من أن تامر صبيا أن يستقظ للمدرسة والظلام لا زال يخيم على المدينة، فرفقا بنا جميعا أطفالا وكبارا.

اترك رد