ذكرى المولد النبوي بين الاحتفال والنسيان

بقلم: د. ادريس الكنبوري

بعض الناس من الرافضين للاحتفال بذكرى المولد النبوي يقدمون بعض الأدلة بينما المؤيدون يقدمون أخرى؛ وهذه في ظني أمور شكلية لا قيمة لها خاصة وأنها أصبحت مصدرا للخلاف بين طوائف المسلمين؛ وهو جدل قديم يتجدد. ربما كلمة احتفال هي سبب النزاع اليوم؛ لأنها تثير انطباعات معينة لدى البعض. ولكن ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم لو أخذت بمضمونها وغايتها لكانت أفضل؛ بل هي اليوم أفضل بكثير لتذكير الأمة بالرسالة وإحياء روح التدين فيها. الخلاف بين القدماء قد يكون مفهوما لأنهم كانوا يعيشون إسلامهم؛ وكان لديهم ما يذكرهم بالنبي والرسالة كل يوم؛ ولم يكن لديهم من الفتن ما يوجد في عصرنا.

وأعتقد أن ذكرى المولد إذا كانت تفكرا في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه فهذا عمل يقوم به المسلم كل يوم؛ من يصلي على النبي ويقرأ السيرة والحديث هو مع ذكرى النبي؛ فهذا لا ينقطع؛ وليست المشكلة في تخصيص يوم؛ بل المشكلة في باقي أيام العام؛ أما الاكتفاء ببناء الخيام وعقد المجالس ثم التفرق في آخر النهار وكأننا كنا في موسم فهذا هو مدعاة التساؤل. الغاية هي إحياء سنة الاقتداء بالنبي في حياته؛ أما الاحتفال بذكرى النبي ونسيان ذكرى النبي فهذا من الطوام.

اترك رد