رأس اللائحة

بقلم: مسرور المراكشي

الكثير من القراء سيظنون أن الأمر يتعلق بالإنتخابات في فلسطين المحتلة أو في دول عربية لأن هناك الصراع بين المتنافسين يتمركز حول من يتموقع على رأس اللائحة لكن اللائحة المقصودة يا سادة هي أغلى وأكثر قيمة من مجرد منصب تافه ( نائب وزير عمدة أو حتى رئيس حكومة ) كلها ألقاب فارغة و سيأتي الحديث عن هذه اللائحة لاحقا.. فهذا المقال خصصته لوفاة الشيخ العلامة المجاهد يوسف القرضاوي رحمه الله لكن ما علاقة الصورة أعلاه لمجرم الحرب أرئيل شارون بالموضوع..!؟ لقد تعمدت وضع صورة هذا إلإرهابي بدلا من صورة المرحوم القرضاوي لذكرى فقط..إن قصة العداء بين الصهاينة و المجاهد يوسف القرضاوي قديمة لكنهم في تسعينيات القرن الماضي ازداد حنقهم عليه بعدما كثرت العمليات الإستشهادية و الإنتحارية كما يقول البعض وهناك من شبهها بعمليات الكميكازي اليابانية طبعا الصهاينة يعتبرونها ( تخريبية إرهابية…!! ) لكن هذه العمليات استمرت مما اضطر الصهاينة إلى طلب النجدة من بعض مشايخ الخليج أي ما يسمى ” فتاوي ” تحث الطلب وفعلا بدانا نسمع أن هذه العمليات تعد ( حرام ) لا يجوز لمن يؤمن بالله واليوم ألآخر القيام بها و دليلهم في ذلك (..لا تلقوا بانفسكم إلى التهلكة ).. ( وان الله وهب لكم الحياة وهي أمانة فلا تضيعوها بالإنتحار ) لكن الشيخ القرضاوي تصدى لهم و دحض أدلتهم حيث قال : ” إن العمل الإستشهادي جائز فهو ليس انتحار بل هو طلب للحياة….” وهكذا أفشل مسعاهم ثم حاول الصهاينة مع الشيخ بن باز رحمه الله قصد تشجيع مسلسل السلام حيث قال : “..وإن جنحوا للسلم فاجنح لها..” ثم رد عليه الشيخ القرضاوي رحمه الله فقال : “..إنهم لم يجنحوا للسلم قط فهم لازالوا محتلين…وأضاف لعل الذي نقل لك الخبر فضيلة الشيخ لم ينقل لك الصورة كاملة و كما هي…” وفي سنة 2001 فاز إلإرهابي شارون باالإنتخابات وبعد تشكيل الحكومة صرح بأن يوسف القرضاوي يعد أخطر رجل على أمن إسرائيل وخطر وجودي لهذا و ضعته على رأس لائحة الإغتيالات بعد هذا التصريح الإرهابي طلبت دولة قطر من الشيخ تعزيز الحراسة حوله و إضافة حراس جدد خوفا على حياته لكن الشيخ المجاهد المعلم كيف يستقيم هذا يدعو الشباب للإستشهاد و الإقدم والشجاعة ثم يجبن ويخاف من الموت و يتوارى هو خلف جيش من الحراس و يحتمي بالسياراة المصفحة ويكمن في المخابئ لقد قال لهم : (.. لقد طلبت الشهادة وانا شاب فلم أنلها و تأتيني وأنا شيخ فأرفضها لا تضيفوا لي حراسا جدد بل هاؤلائي كثير..) أنظروا إلى يقين الشيخ في الله وأن الأعمار بيده سبحانه فلقد عاش سنين عديدة بعد أن أهلك الله عدوه ففي سنة 2006أصيب شارون صاحب ” اللائحة ” بغيبوبة دامت 8 سنوات بسبب نزيف في المخ وتوفي في سنة2014 وبقي القرضاوي يأكل ويشرب ويفتي وينكت ويحاضر إلى أن توفاه الله في أواخر سنة 2022 لهذا الاعمار ليست بيد من يكتب إسمك على رأس لائحة الإغنيال بل بيد الجبار قيوم السماوات والأرض الذي كتب قدرك في” اللوح المحفوظ “…!!

اترك رد