رسالة مستعجلة إلى الأستاذ عزيز أخنوش

بقلم: يونس فنيش
لقد خرجت، أستاذ عزيز أخنوش، كمرشح للإنتخابات المقبلة بتصريحات قوية وبوعود كبيرة في ملفات اجتماعية عظمى استعصت على رؤساء الحكومات السابقة إلى حد الآن… فبالتوفيق إن شاء الله.

ولكن، لابد و أنك كمرشح مسؤول يعي تمام الوعي صعوبة كسب ثقة الناخبين و خاصة مقاطعي الإنتخابات، نظرا للخذلان الذي تسبب فيه حزب المصباح للناس، و نظرا لنكثه لوعوده خلال ولايتين انتخابيتين. ولكن ذلك شأن الناخبين، و نتمنى خيرا إن شاء الله.

و أما في ما يخصني، كمواطن مغربي، فإن لدي ملف ظلم شنيع امتدت جراحه من 2002 إلى يومنا هذا 8 يونيو 2021 بالضبط.. و هو ملف سبق و أن وعد حزب المصباح بحله قبل و بعد توليه رئاسة الحكومة و لم يفعل.

فإذا كان هؤلاء الذين تسببوا في خراب حياتي المهنية و تمادوا في ملئها بفراغ مدمر لا إنساني على مدى 19 سنة، قد راهنوا على الوقت من أجل إتمام ظلمهم لي، فإنني أقول أنهم لم ينجحوا بعد في إلحاق الهزيمة بي كمظلوم و كمواطن صالح مازال على قيد الحياة و مازال يطالب بحقة في بلده المغرب كلما سنحت له الفرصة، رغم طول انتظار…

و أما الحق الذي مازلت أطالب به، فهو حق خدمة وطني، حق استعمال كفاءتي و مؤهلاتي لصالح الإدارة العمومية التي مازلت أنتمي إليها.

و باختصار، إنني أنتمي إلى فوج 31 لرجال السلطة و لدي كتب نشرتها على نفقتي و مقالات كتبتها خدمة لوطني، في إنتظار الإنصاف و رد الإعتبار، و لن أسرد عليك لا محطات المعاناة إلى يومنا هذا، و لا دقائقها المريرة جدا نظرا لوقتك الثمين.

لقد سبق و أن تملص الأستاذ عبد الإله بنكيران من مقابلتي لما كان يترأس الحكومة رغم تحديد موعد لذلك من طرف أحد مساعديه، بمبادرة منه، فلن أجرأ على طلب مقابلتك رغم كونك مازلت مجرد مرشح للإنتخابات المقبلة؛ و أتمنى التوفيق للجميع.

و سبق لي أيضا أن راسلت الأستاذ عبد الإله بنكيران لما كان رئيسا للحكومة و لم يجب سوى بتلميحات غير مباشرة في إحدى خطبه المعتادة آنذاك أمام مؤيديه من حزبه، تلميحات أذكر منها قوله -ما معناه-: “هناك من يرسل رسالة و لا ندري ماذا يريد؟”، مع أنني لا أريد سوى خدمة وطني حسب كفاءتي و مؤهلاتي في إطار الإدارة العمومية التي أنتمي إليها، و لقد كان هذا بالضبط ما جاء في رسالتي تلك.

أستاذ عزيز أخنوش، بكل صراحة وصدق، أتمنى أن تتميز كمرشح للإنتخابات المقبلة، عن رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران… كما أتمنى أن يتميز زعماء الأحزاب المترشحين للإنتخابات المقبلة على من سبقوهم لأن المغرب في حاجة، أكثر من أي وقت مضى، للشفافية و الصراحة و الصدق حقا و حقيقة، و عدم الإكتفاء بمقولة “كم من أشياء قضيناها بتركها”، لأن التحديات كبيرة لا تحتمل كذا “مبدأ” في التعامل مع قضايا الناس، خاصة تلك التي لها علاقة بالصالح العام رغم كونها قضايا قد يتم حشرها خطأ، أو ظلما، في خانة “التظلمات الشخصية”… أتمنى جوابا على رسالتي هذه. و شكرا مسبقا.

اترك رد