روسيا تشدد حصار كييف والوضع الإنساني يتدهور في مدن عديدة

بالواضح

ما زال مئات آلاف المدنيين عالقين في مدن أوكرانية، وسط حملة قصف روسية بعد انتهاء المحادثات الأولى بين وزيري خارجية روسيا وأوكرانيا في كييف من دون إحراز تقدم. فيما يبحث مجلس الأمن ملف الأسلحة البيولوجية لأوكرانيا.

اقتربت القوات الروسية اليوم الجمعة من كييف حيث قال مسؤولون إن العاصمة الأوكرانية تتحول إلى «حصن».

و حذر الجيش الأوكراني في بيان من أن القوات الروسية تحاول «القضاء على دفاعات القوات الأوكرانية حول» مناطق إلى الغرب والشمال الغربي من العاصمة «لإغلاق كييف».

وقال عمدة كييف فيتالي كليتشكو إن نصف السكان فروا.

وأضاف أن المدينة «تحولت إلى حصن»، مؤكدا أنه «تم تحصين كل شارع وكل مبنى وكل نقطة مراقبة فيها».

وتحاصر القوات الروسية حاليا أربع مدن أوكرانية كبرى على الأقل.

وقد وصلت آليات مدرعة إلى الأطراف الشمالية الشرقية لكييف حيث تعرضت الضواحي بما في ذلك إيربين وبوتشا لقصف مكثف لأيام.

ويتحدث جنود أوكرانيون عن معارك طاحنة للسيطرة على الطريق السريع الرئيسي المؤدي إلى العاصمة.

وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس ضربات صاروخية في فيليكا ديميركا خارج حدود مدينة كييف.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث لمعلوماتها في بيان على تويتر إن « القوات الروسية تدفع بالمزيد من قواتها المنتشرة لتطويق المدن الرئيسية ».

ورأت أن ذلك «سيقلل هذا من عديد القوات المتاحة لمواصلة تقدمها وسيزيد من إبطاء التقدم الروسي».

لم يهدأ الهجوم على العديد من المدن الكبرى.

فمدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية المحاصرة تتعرض لقصف بلا توقف يستهدف أيضا محاولات إيصال المساعدات، حسب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي قال إن موسكو شنت «هجوما بالدبابات» استهدف ممرا إنسانيا أرسل إليه قافلة لتحاول إدخال الطعام والماء والأدوية إلى المدينة.

وجاء هذا الهجوم الذي وصفه زيلينسكي في تسجيل فيديو بأنه «مرعب» غداة قصف مستشفى للتوليد قال مسؤولون محليون إنه أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم فتاة صغيرة.

واعتبر زيلينسكي ذلك «جريمة حرب» روسية.

لكن الجيش الروسي قال إن هذا القصف كان «استفزازا مدبرا» من قبل أوكرانيا.

الوضع في ماريوبول «مروع»

وفي تسجيل فيديو، قال رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويتشنكو إن الطائرات الحربية الروسية كانت تقصف الخميس مناطق سكنية في المدينة، ووصف الوضع «بالمروع» في المدينة التي قُتل فيها أكثر من 1200 مدني خلال عشرة أيام من الهجمات المستمرة.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن بعض السكان بدأوا يتشاجرون من أجل الطعام ولم يعد لدى كثيرين منهم مياه.

وصمدت بعض الممرات الإنسانية خارج المدن التي تتعرض للهجوم.

وقال مسؤولون أوكرانيون إن حوالي مئة ألف شخص تمكنوا من مغادرة مدينة سومي في شمال شرق البلاد ومدينة إيزيوم (شرق) ومناطق في شمال غرب كييف في اليومين الماضيين.

وقد أعلنت موسكو أنها ستفتح أيضا ممرات إنسانية يومية لإجلاء المدنيين إلى الأراضي الروسية لكن كييف رفضت أي طرق مؤدية إلى روسيا.

وتفيد تقديرات المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة بأن أكثر من 2,3 مليون لاجئ غادروا أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير.

ونزح حوالى 1,9 مليون أوكراني في الداخل.

وقُتل 71 طفلا على الأقل وأصيب أكثر من مئة آخرين في أوكرانيا منذ بدء الحرب، بحسب النائبة في البرلمان الأوكراني بشأن حقوق الإنسان ليودميلا دينيسوفا.

وتقول الأمم المتحدة إن مستشفيين أوكرانيين آخرين للتوليد تم قصفهما وتدميرهما، يقع أحدهما في جيتومير غرب كييف، بالإضافة إلى مستشفى ماريوبول.

وتقدر أوكرانيا قيمة الخسائر التي ألحقها بها الغزو الروسي بمئة مليار دولار.

مجلس الأمن يبحث ملف الأسلحة البيولوجية

تأتي هذه التطورات غداة لقاء بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأوكراني دميترو كوليبا اللذين تمسك كل منهما بموقفه خلال هذا الاجتماع الأول على هذا المستوى منذ 24 فبراير، برعاية نظيرهما التركي مولود تشاوش أوغلو.

وقال كوليبا للصحافيين «تحدثنا عن وقف لإطلاق النار ولكن لم يتم إحراز أي تقدم في هذا الاتجاه ».

من جانبه، قال لافروف إن روسيا «لا تعتزم مهاجمة بلدان أخرى» وتريد مواصلة الحوار مع أوكرانيا لكنه اعتبر أن «الصيغة (التفاوض) الروسية الأوكرانية في بيلاروسيا» التي تجري على مستوى تمثيل أدنى «لا بديل لها».

من جهة أخرى يعقد مجلس الأمن الدولي الجمعة جلسة طارئة بطلب من روسيا للبحث في ملف «الأسلحة البيولوجية» التي تؤكّد موسكو أنّ أوكرانيا تصنّعها بدعم من الولايات المتّحدة، في اتّهام سخفته واشنطن ولندن خلال اجتماع للمجلس حول سوريا.

وتتّهم روسيا حكومة كييف بأنّها تدير بالتعاون مع واشنطن مختبرات في أوكرانيا بهدف إنتاج أسلحة بيولوجية، وهو ما نفته العاصمتان.

اترك رد