زلزال الحوز وفرسان المرابطين

بقلم: رجاء بن موسى (.)

نفضت جبال الأطلس آهاتها
لما تسلّل زلزال الحوز
لمراكش سمرا

فلم تبكي السّواقي أمّ الرّبيع
دموع الأقحوان
وقد سجدت لها القلوب
إيمانا بقدر الرّحمان

فلا تدس ابتسامة المهد
فلهفة الأم سماء من الظّلال

ورفقا بللاّ فاطمة
تسكب زبد الأطلس
شايا للكرام
و جلساتها زجل الكناوة
وهجرة المالوف
لفاس و مكناس

ورحمة بمرسول حبّ
قد تاه هياما في ساحة الفنا
و أحلاما في بلاط آيت حدو
و أنشودة لسواقي البديع

وتحية لطير الجبال مولاي ابراهيم
و إكبارا لشيشاوة
و تارودنت و أكادير
ورحمة لابن تاشفين
فهم حنين أجدادك من غربة الزمان
و زحمة الحضارات على أبواب ابن تومرت ودعوته للموحّدين

و خشوعا لصور المرابطين في تزاحم مع كبرياء الصّين
فقد حماك طول سنين
من غزوات بربروس
و أشعل منارة الرايس
ليرسو موجا لمراكب الرقراق

و لا تنثر حبات القمح
حتى لا تفجع رسل السلام
وهي تخشع لآيات الرّحمان
في صحن مساجد يوسف
والكتيبة و المنصور

ولا تزهق بصوتك المنكر
فحيّ على الفلاح
من صومعة حسّان
قد سبقت فجعك
وتلهٌفت لها الخطوات سجودا

والتاريخ قد أطاع ابن خلدون
بين الخراب والعمران
فحكمة من المصاب
ان تحلّق الجماعة بالشّباك
من وقع الصيّاد

فشبابُك علٌم الأمم درسا في القيم
من فرسان المرابطين
إلى أسود الأطلس
أنّ زهرة الوطن العربي
لا تذبل ودماؤها نبض
كل مواطن مغربي

هو الشباب لواء الملك محمد السٌادس
في الدّفاع عن الوطن

(.) كاتبة تونسية وفنانة تشكيلية 

اترك رد