عمال الفلاحة بالمغرب: بين كسب الملايين وغياب الرعاية الصحية والترسيم

بقلم: بدر شاشا

تتألق الضيعات الفلاحية في المغرب بمحاصيلها الخصبة وإسهامها الكبير في تعزيز اقتصاد البلاد، ورغم ذلك، يظل الحديث عن أصحاب هذه الضيعات وعمالها يطرح العديد من التحديات والجدل. يعيش عمال الفلاحة، الذين يسهمون في جني ثمار التراب المغربي، تحت ظروف قاسية تتناقض مع الثروة التي ينتجونها.

تتجلى واقعة عدم وجود تأمين صحي وترسيم رسمي لعمال الفلاحة في المغرب، حيث يواجهون التحديات الطارئة دون حماية صحية تليق بجهودهم الشاقة. على الرغم من أنهم يكافحون من أجل تحقيق إنتاج فلاحي ناجح، إلا أن الوصول إلى الخدمات الصحية يظل بعيد المنال.

إضافة إلى ذلك، يعيش عمال الفلاحة في حالة من عدم الترسيم الذي يتركهم عرضة للاستغلال والعدم استفادة من الحقوق الاجتماعية والاقتصادية المتاحة للعاملين في القطاعات الأخرى. يشكل هذا الواقع عبئًا ثقيلًا يحد من إمكانياتهم في الحصول على حياة كريمة تليق بتضحياتهم اليومية.

من المهم أن نسلط الضوء على هذه القضية وندعو إلى تحسين ظروف العمال الفلاحين في المغرب، من خلال توفير تأمين صحي شامل وترسيم رسمي يحقق العدالة الاجتماعية ويضمن حقوقهم المستحقة. إن دعم عمال الفلاحة هو استثمار في الرفاه الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع المغربي بأسره.

في ظل تغيرات الطقس وتقلبات المواسم، يجد عمال الفلاحة في المغرب أنفسهم في مواجهة تحديات لا تعترف بفصول السنة. يعيشون في عز الشتاء وحرارة الصيف، ولكن البرد الحقيقي يكمن في غياب الحماية لحقوقهم المستمرة.

في فصل الشتاء، حينما يتساقط الثلج وتهب الرياح الباردة، يعاني عمال الفلاحة من ضعف التأمين الصحي ونقص الرعاية الطبية، مما يجعلهم عرضة للأمراض والظروف البيئية الصعبة. في حين أنهم يعيشون تحت أشعة الشمس الحارقة خلال فصل الصيف، يبقى غياب الترسيم وعدم الحماية الاجتماعية يلقي بظلاله الباردة على مجهوداتهم.

البرد الحقيقي يكمن أيضًا في عدم وجود مراقبة فعالة تحميهم من الاستغلال وتعزز حقوقهم المهنية. لذلك، يجب على المجتمع والحكومة العمل سويًا لتوفير بيئة عمل تحفظ حقوق عمال الفلاحة في جميع الظروف، سواء كانت برد الشتاء أو حرارة الصيف.

إن نداء حقوق عمال الفلاحة يجب أن يكون مستمرًا على مدار السنة، حتى يشعروا بالأمان والكرامة في كل موسم وفي كل زمان.

اترك رد