فعاليات جمعوية تشيد بروح التضامن ووقوف المغاربة مع ضحايا زلزال الحوز

بالواضح

كشفت فاجعة زلزال الحوز الذي ضرب أربعة أقاليم الحوز، شيشاوة، تارودانت، ورزازات، عن تضامن شعبي كبير بين المغاربة من جميع المدن في المملكة، مع ضحايا هذا الزلزال الذي خلف مآسي وضحايا، لكن الحملة الوطنية الشعبية التي تميزت بمشاركة جميع الفئات كبار نساء شباب، فقراء، طبقة متوسطة وميسورين كشفت عن روح “تمغربيت” بين الجميع.
لقد أسفرت الحملة الوطنية الشعبيةبتعاون السلطات مع جميع المبادرات وعملية جمع المساعدات، عن صورة مثالية قدمها الشعب المغربي بجميع مكوناته قيادة وشعبا عن روح التضامن والمواطنة الحقيقية، حيث تجندت جل الفعاليات الجمعوية والشباب المتطوعين من أجل جمع المساعدات من سكان الأحياء والمتبرعين والمواطنين، ثم تنظيم قوافل من الشاحنات لنقل هذه المساعدات الغذائية والمتنوعة صوب المناطق المنكوبة.

العمل الخيري من قيم المغاربة

في هذا السياق تقول الفاعلة الجمعوية لبنى عموي من سلا الرائدة في العمل الاجتماعي. الإنساني، ان العمل الذي يقوم به المجتمع المدني والمغاربة يعطي صورة رائعة للشعب والدولة وهم جنود وراء الملك، في هذه الظروف الاستثنائية من خلال التضامن والتكافل والتعبير عن روح مواطنة عالية، مشيرة الى ان هذه الأزمة والمحنة سوف تمر وستترك ذكرى طيبة وتقوي روح المواطنة والإنسانية في قلوب الناس.
وأضافت ان الكثير من الناس متضررين بعد فقدانهم لأهلهم وأبنائهم، وانهيار منازلهم وانقطاع المسالك الطرقية، مما جعل ظروفهم صعبة للغاية نفسانيا ومعنويا وماديا، قائلة “ذهبت الى منطقة بؤرة الزلزال ثلاث يعقوب والدواوير المجاورة، مشينا أمزميز لمساعدة بعض المناطق المتضررة، وزرنا دوار يوجد في عزلة بمنطقة إمنتانوت والطرق مقطوعة فيه، والمساعدات ضعيفة تصل إليهم، نحن الآن في شيشاوة ونحاول تكثيف الجهود لإيصال المزيد من المساعدات ودعم هؤلاء الناس”.
وأشارت الى ان الناس المتضررين في الفترة الحالية يحتاجون الى الخيام والأغطية مع اقتراب المطر والبرد، قصد إيوائهم بعدما دمرت بيوتهم، مشيدة بالعمل الذي تقوم به الدولة والسلطات والقوات المسلحة الملكية والوقاية المدنية، والاسعافات الأولية والأطقم الطبية، مؤكدة أن الجميع مجند مجتمع مدني متطوعين لمساعدة الناس المتضررين.

تضامن وطني وشعبي
عبد اللطيف معضوض فاعل جمعوي من حي يعقوب المنصور بمدينة الرباط، يقول للجريدة أن المجتمع المغربي متماسك قيادة وشعبا وسلطات، ويكون حاضرا دائما في كل الكوارث الطبيعية لمساندة المتضررين، من الفيضانات والزلزال، مضيفا ان هناك قوافل بالعشرات من الشاحنات الكبيرة القادمة من الشمال والجنوب لإقليم شيشاوة من أجل دعم المواطنين المتضررين وضحايا زلزال الحوز.
ويضيف عبد اللطيف انه الفعاليات الجمعوية في مقاطعة يعقوب المنصور وعلى مستوى دار الشباب النور والمديرية الإقليمية للشباب، قامت بإطلاق حملة تضامنية مع الإخوان المتضررين في المناطق التي ضربها الزلزال، وذلك بتنسيق مع السلطات المحلية من أجل تنظيم قافلة تضامنية نحو جهة مراكش تانسيفت، قائلا ” بعد الفاجعة واصابة المئات من المواطنين في المناطق التي تعرضت للزلزال، قررنا تنظيم قافلة تضامنية وحمل المساعدات بواسطة 5 شاحنات الى المناطق المتضررة، نحن الآن في دائرة تمجاطت نواحي إقليم شيشاوة سنقوم بتوزيع المساعدات ونقلها الى الدواوير المنكوبة والمتضررة بتنسيق مع السلطات المحلية هنا”.

الأولوية لإيواء المتضررين
بدوره يؤكد الفاعل الجمعوي والناشط في مواقع التواصل الاجتماعي علي الزبيدي من سلا، أنه قام بزيارة إلى المداشر والدواوير المتواجدة بجماعة سب مزوضة بإقليم ورزازات، ولاحظ معاناة كبيرة للسكان المتضررين من الزلزال، مضيفا أن المساعدات الغذائية وصلت عبر شاحنات قادمة من عدة مناطق وجهات بالمملكة، الشيء الذي يبرز التضامن الشعبي الكبير مع الضحايا من قبل عدة فئات من المجتمع المغربي.
وأضاف أن سكان المناطق المتضررة خاصة علة مستوى جماعة سبت مزوضة، يحتاجون” للخيام والأغطية و البطانيات للوقاية من البرد، خاصة أننا على مقربة من فصل الشتاء والتساقطات قد تزيد من معاناتهم وصعوبة العيش، خاصة أن الغالبية يعيشون في الهواء الطلق ولا يستطيعون العودة إلى منازلهم التي تهدمت”.


وأكد أنه في الوقت الحالي يجب توفير الخيام، قبل الشروع في البناء والترميم، لإيواء الناس والأسر والأطفال الذين يقضون الليالي في العراء، مشددا أيضا على تنظيم العمل التطوعي خاص تواصل مع العائلات المتضررة، التي تحتاج للرعاية”.
من جهتها صرحت ندى بن همو رئيسة جمعية “مرة مرة كان”، ان انخراط جمعيتها والشباب المنخرطين فيها في العمل التطوعي، لمساعدة المتضررين في المناطق المنكوبة في إقليم الحوز وشيشاوة وتارودانت، تأتي في إطار التضامن الوطني والاجتماعي مع المواطنين المتضررين من الزلزال، مضيفة ان هذه الفاجعة دفعت الشباب بالجمعية لإطلاق حملة شاملة على صعيد العاصمة الرباط والمدن المجاورة وعلى الصعيد الوطني في مواقع التواصل الاجتماعي من أجل جمع التبرعات والمساعدات لإرسالها للمناطق المنكوبة.
وتضيف ان “الناس في هذه المناطق المتضررة يحتاجون الى الخيام والأغطية والأفرشة، لان كل ما يملكونه ضاع ليهم، ويحتاجون الى توفير ملجئ أو فضاء للاستقرار فيه بشكل مؤقت، خصوصا ان هناك من فقد عائلته بالكامل وأطفاله وأسرته، ثم يجب توفير العلب الغذائية التي تبقى لمدة صالحة طويلة، ويمكن استهلاكها في جميع الظروف”.

تمغربيت وشعب متماسك

بدوره يقول بدر ملهوف عضو جمعية الأمل للتربية والتكوين، “التضامن الشعبي هو حاجة معروفة لدى المغاربة كاملين، المغاربة من بعضهم في السراء والضراء وفي جميع الحالات، لهذا نشارك بدورنا في هذه الحملة التضامنية ساهمنا بدورنا، وهناك ناس ساهمت بمواد غذائية والأغطية وأفرشة وملابس والماء، كما تلاحظ ان هذوك الناس متضررين بزاف كنحاولوا نخفف عليهم شوية وخاص صعيب نعوضوا ليهم، كين لي فقد أسرته وأولادو ووالديه، وهذي حركة بسيطة نقوم نتمنى التوفيق فيها”.
وأكد ان هذه الحملة الشعبية والتضامنية الكبيرة تبين ان المغاربة كلهم شعب واحد متماسك، لا فرق بين الشمال والجنوب، رغم الاختلاف الأفكار والانتماءات لكن همهم الوحيد هو مساعدة الفئات المتضررة من الزلزال، وهذه صورة طيبة تؤكد التلاحم بين المغاربة دون انتظار المساعدات من الخارج أو الأجانب، بحيث تجد مشاركة الفقير أو الميسور في هذه الحملة الشعبية، داعيا لمواصلة الحملة التضامنية بين مكونات الشعب المغربي وتأكيد اللحمة الوطنية وروح “تمغربيت” بين الجميع من أجل مساعدة إخوانهم المتضررين من الزلزال.

اترك رد