ما وراء التصريحات غير المسبوقة للركراكي إزاء مشروع المنتخب المغربي وأمين جمال

بالواضح

أكد وليد الركراكي خلال تقديم لائحته الرسمية اليوم الخميس تحسبا لمواجهتي ليبيريا وبوركينفاصو أن لامين يامال أو بالأحرى أمين جمال في مخطط ومفكرة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مُذ كان اللاعب في عمر العشرة أعوام، أي قبل ست سنوات، مؤكدا بدوره اجتماعه به.

ويبدو واضحا نبرة التخطيط التي ينهجها الركراكي وإدارة الجامعة من أجل الظفر بخدمات المغربي أمين جمال، مؤكدا بأن جمال يبقى مغربيا مهما كانت اختياراته، مقللا ضمنيا من أهمية وجهته المحتملة أو غير المحتملة إلى منتخب الماتادور، مؤكدا في الوقت ذاته على السن الصغيرة للاعب أمين جمال.

وفي قراءة متأنية للأسلوب الذي ينهجه الركراكي والجامعة فإن الإدارة التقنية المغربية وكباقي الملفات السابقة، لاسيما الملف الأخير لعبدالصمد الزلزولي فضلا عن التغييرات الطارئة على قوانين الفيفا المتعلقة بتأهيل اللاعبين للمنتخبات الوطنية الأولى، فإن الجامعة المغربية لم تغلق بعد ملف أمين جمال حتى لو اختار الألوان الاسبانية، وذلك لترك الوقت الكافي لفرض مكانته أمام عمالقة الكرة ببرشلونة، خاصة وأن اللاعب في بداية مساره ويحتاج إلى راحة نفسية ومعنوية في منأى عن أي ضغط. فتمثيل اللاعب للمنتخب الاسباني في سن السادسة عشرة تفتح له فرصة مراجعة اختياره للعودة إلى أحضان بلده الأصلي، لتبدأ بعد ذلك مرحلة “السرعة النهائية” بين الجامعة المغربية والاتحاد الاسباني للعبة في وقت يكون فيه اللاعب أمين جمال قد فرض نفسه ضمن الأسماء المتألقة بالليغا الاسبانية.

وفوق هذا وذاك فإن اختيار والدي اللاعب يميل صراحة إلى كفة المنتخب المغربي اللذان بدورهما ينتظران الفرصة والوقت المناسبين لتوجيه ابنهما من أجل تمثيل منتخب بلده الأصلي، أما الركراكي ففي حديثه اليوم كشف ولأول مرة عن تقديمه مشروع المنتخب المغربي خلال عمليات الاتصال مع اللاعب أمين جمال، ليأتي ذلك كرد مباشر على اسبانيا وصحافتها، مفاده أن المغرب بدوره له ملفه القوي وقد بات ضمن الكبار الذين لهم برامج ودفاتر تحملات على المدى المتوسط والقريب للظفر بعدد من المنافسات العالمية والقارية وفي مقدمتها نهائيات كأس العالم، خاصة وأن المغرب سبق وأن ناقش حظوظه بجد وجدية للفوز بكأس العالم الأخيرة بقطر بعد بلوغه دور المربع الذهبي في سابقة إفريقية وعربية.

مشروع المنتخب المغربي والظهور القوي في نهائيات كأس العالم بات الحلقة الأقوى في جذب وإقناع المواهب المغربية بالخارج، ما انعكس اطرادا على لهجة وخطاب الجامعة تجاهم، بل والمنظومة الكروية بالمغربية كلية، فلقد رأينا تصريحا علنا للناخب الوطني وليد الركراكي وهو يعلنها صراحة عن نوايا المنتخب المغربية في التنافس على الفوز بلقب كأس العالم المقبلة بالولايات المتحدة والكندا والمكسيك.

فهل ينجح إذن رهان مخطط الركراكي والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في الظفر بخدمات المغربي أمين جمال خاصة وأن أمامه امتيازان قويان في صف المغرب، الأول أن أمين جمال مغربي قلبا وقالبا، وآخر أن ملف هذا اللاعب لم يغلق بعد وأن اتصالات الجامعة به ليست وليدة اليوم وإنما لسنوات ست خلت.

اترك رد