ناقش طلبة جامعيون ينتمون لأزيد من عشرين بلدا، اليوم الأربعاء بمجلس النواب، تحديات الغد المرتبطة بالانفتاح الأطلسي والاندماج المستدام والشامل في الفضائين الجيوسياسيين، الإفريقي والأورومتوسطي.
والتأم هؤلاء الطلبة في إطار “القمة الأولى للشباب الإفريقي والأورومتوسطي للجامعة الأورومتوسطية بفاس” والتي تنظمها الجامعة بتعاون مع كرسي تحالف الحضارات دولة، حيث تم تسليط الضوء على الرهانات والفرص ذات البعد الاستراتيجي المتاحة أمام القارة الإفريقية والفضاء الأورومتوسطي والتي من شأنها تعزيز الاندماج والتعاون جنوب-جنوب وتسريع التنمية المستدامة لاقتصادات بلدان الساحل.
وفي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لهذه القمة الشبابية، نو ه رئيس مجلس النواب راشيد الطالبي العلمي، بـ”البعد الاستراتيجي” لمشاركة طلبة الجامعة الأورومتوسطية بفاس وإسهام هذه الأخيرة في “الأفق الذي انخرطت فيه المملكة المغربية بوعي وحكمة وعزم وإرادة قوية بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي يمتلك رؤية جيوسياسية واستراتيجية لمكانة المغرب في الخريطة المتوسطية”.
وأبرز السيد الطالبي العلمي أن المغرب يتوفر على رأسمال رمزي وازن “جعل منه مركز ثقل وبلدا نموذجيا في نظامه واستقراره وتعدده وانفتاحه وتميزه في فضاء المتوسط، وفي عمق القارة الأفريقية وكذا من حيث عبور التعبيرات الحضارية والرمزية”، مشيدا بجهود الجامعة الأورومتوسطية في مد الجسور بين هويتها الأروومتوسطية وعمقها الأفريقي.
واسحضر رئيس مجلس النواب في هذا السياق، المبادرات المغربية “الريادية”و “القوية” ومن بينها ربط دول الساحل بالمحيط الأطلسي، والمشروع الاستراتيجي لأنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، والاستثمار المشترك في البنيات المهيكلة للنمو التي تهم الطاقات وشبكات التواصل والنقل والجسور والمسالك التجارية.
وأشاد بسياق تنظيم هذه القمة والذي يتزامن مع لقاء القمة الثامنة بين رؤساء البرلمانات والدورة 17 للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، اللذين يستضيفهما مجلس النواب يومي الخميس والجمعة، مسجلا رمزية كون هذا الإطار البرلماني “لا يقف فحسب عند وظائفه السياسية والدبلوماسية بل يكتسي أبعادا حضارية وإنسانية عميقة”.
بدوره، أكد رئيس الجامعة الأورومتوسطية بفاس مصطفى بوسمينة، أن عقد هذا اللقاء في فضاء ت مارس فيه السلطة التشريعية، لمناقشة انشغالات الشباب الأورومتوسطي والإفريقي “يضفي بعدا رمزيا تاريخيا مهما لهذه القمة التي ست سجل في أرشيف البرلمان المغربي وبرلمان الاتحاد من أجل المتوسط”.
واعتبر السيد بوسمينة أن هذه القمة هي تكريس لمهام الجامعة بخصوص التباحث حول التحديات التي تعرفها المنطقة الأورومتوسطية والإفريقية والمشاريع الكبرى للمملكة من أجل الاندماج الاقتصادي، مستحضرا “المسار الذي اختاره المغرب للانفتاح الاقتصادي سواء داخل القارة أو من خلال تشكيل قوة كبيرة في علاقة مع القارة الأوروبية”.
وتوقف عند بعض التحديات ذات الصلة بالاتجار بالبشر والتطرف والإرهاب “التي تتطلب حلولا بما يسهم في ازدهار الفضاء الإفريقي والمتوسطي، ويدعم مسار التنمية وشراكات الدول الأطلسية المتنوعة مع أوروبا وأمريكا اللاتينية”.
من جهته، اعتبر رئيس كرسي تحالف الحضارات وعضو مجلس إدارة الجامعة الأورومتوسطية بفاس، عبدالحق عزوزي، أن هذه القمة الأولى تتيح للطلبة والطالبات مناقشة مواضيع تهم مستقبل إفريقيا والفضاء المتوسطي والنقلة التاريخية للمملكة المغربية على المستوى القاري والفضاء الأورومتوسطي في إطار شراكات رابح -رابح.
وتطرق رئيس كرسي تحالف الحضارات إلى المقومات الحضارية والاستراتيجية والسياسية والثقافية والدينية التي تتميز بها المملكة والتي تمكنها من لعب دور ريادي في المنطقة الأورومتوسطية، مسجلا أن المغرب “كان دائما صلة وصل بين الشمال والجنوب”، ومبرزا أهمية التعاون جنوب-جنوب المبني على الانفتاح والتعاون.
كما سجل السيد عزوزي أن تسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي “يعتبر استراتيجية ملكية حكيمة تملك المقومات اللازمة من أجل تحرير قدرات شركاء الساحل وتسريع النمو، وهو ما يتطلب تعبئة مختلف الفاعلين”.
من جانبها، تطرقت المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، أمينة بنخضرة، إلى الدور المحوري الذي يضطلع به المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في تنمية القارة الإفريقية، مشيرة إلى المشاريع ذا البعد الاستراتيجي التي انخرطت فيها المملكة على غرار مشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب.
وأبرزت أن هذا المشروع الرائد “سيساهم في الاندماج الجهوي والإقليمي ونسج علاقات بين ضفتي المتوسط لمواجهة التحديات المشتركة”.
كما أكدت السيدة بنخضرة أنه بفضل الرؤية المتبصرة والاستشرافية لجلالة الملك، أصبح التوجه نحو المحيط الأطلسي لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع البلدان الإفريقية “واقعا ملموسا”.
تجدر الإشارة إلى أن أشغال هذه القمة الشبابية ستتوج بإصدار “نداء الأمل” الذي ستتم تلاوته في الجلسة العامة لأشغال القمة الثامنة لرؤساء البرلمانات والدورة 17 للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، اللتين يستضيفهما مجلس النواب يومي الخميس والجمعة.