محمد الضاوي/ ألميريا
تفاعلت القنصلية العامة للمملكة المغربية بألميريا مع مقال حول محاولة انتحار شاب مغربي أمام بنايتها، حيث كذبت كل ما جاء فيه بشكل قاطع، واعتبرت ذلك مزايدات واهية.
ولمزيد من التوضيح، فإن الجريدة لانية لها في أية مزايدة، وإنما تناولت موضوعا صار حديثا عاما بين أفراد الجالية المغربية بألميريا وفق الروايات المتداولة، ومن أجل تنوير الرأي العام حول مدى صحة هاته الروايات ذات الصلة بالحادثة، فقد اتصلت الجريدة بالقنصلية التي “نفت نفيا قاطعا صلتها بالموضوع….. وأن القنصلية لم تتوصل بأي تقرير رسمي من الشرطة الاسبانية يتعلق بالحادثة المزعومة”، وهذا متضمن في المقال المنشور.
ونظرا لحجم الحدث المذكور، ومن أجل إزالة كل لبس حول الموضوع الذي تم تداوله بين الجالية، تعهدت الجريدة ببذل كل الجهود من أجل استجلاء الحقيقة الكاملة حول هذه الحادثة ومعرفة هوية الشاب وكذا الدوافع التي جعلته يقدم على هذا الفعل، حيث انتقلت يوم أمس الإثنين 22 يناير إلى عين المكان فتبين لها أنه تم بالفعل يوم الخميس 18 يناير تسليم رخصة استثنائية بكل يسر وسلاسة لمهاجر مغربي قدم من إيطاليا بدون موعد مسبق إثر توصله بنبأ وفاة والده، ولا علاقة له بعملية الانتحار.
وأثناء عملية البحث وتتبع معطيات انتشار هذا الخبر بين المغاربة المقيمين بألميريا ونواحيها، ظهر إسم (م..) شاب مغربي كونه المعني بمحاول الانتحار، الجريدة وبتعاون مع جمعية حقوقية بألميريا توجهت إلى المستشفى الجامعي طوريس كارديناس لتقصي حالة الشاب (م..)، وفعلا تم العثور عليه بأحد القاعات يتلقى العلاجات الضرورية على مستوى الركبة ولاعلاقة له هو الآخر بالحادثة المتداولة.
عاودت الجريدة مع المجتمع المدني البحث في الحالات الواردة على المستشفى الجامعي في نفس يوم وقوع الحادثة، فتأكد لها فعلا وفاة شاب مجهول الهوية والجنسية على إثر السقوط من على قنطرة وسط ألميريا لأسباب غير معروفة، وأن الجثة تم نقلها إلى مستودع الأموات التابع للسلطة القضائية من أجل التحقيق في هوية وجنسية الهالك.
عاد نفس الإسم (م ..) بالظهور من جديد، لكن هذه المرة يعود لشخص آخر تم تداوله باعتباره المعني بالحادثة، حيث اعتاد بشكل شبه يومي المرور من أمام القنصلية، حيث اختفى عن الأنظار منذ يوم الخميس بسبب الانتحار، الجريدة باشرت في عملية البحث عن عائلته التي تستقر بنفس المدينة، ومن خلال سلسلة من الاتصالات، تم التأكيد أنه مازال على قيد الحياة وأن سبب اختفائه تنقُّله إلى بلدة أخرى مجاورة تبعد عن ألميريا بـ23 كلم.
وتنويرا للرأي العام ومغاربة محافظة ألميريا، فإن حادثة الانتحار لا تعود للإسم (م..) وإنما لشخص آخر مجهول الهوية والجنسية، ونفس الحال ينطبق على المهاجر الذي تقدم بالطلب، وهو ما تم تأكيده فعلا بالنفي المطلق عبر المقال السابق من طرف القنصلية العامة للمملكة، وبالتالي كل ما يتم تداوله حول هذه الحادثة لا أساس له في علاقته بإنجاز وثائق تصدر من هذه القنصلية.