من أساليب الآلة الإعلامية الغربية

بقلم: أيوب نصر

كان للصناعة الإعلامية الغربية دور كبير، عبر سنوات متطاولة، في تحقيق الانتصارات، وقد عمل الغرب، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، على هذه الصناعة عمله على الصناعة العسكرية والحربية، فعمل المجتمع الصناعي الإعلامي موازيا للمجتمع الصناعي العسكري، ولست أبالغ إذا قلت أن توسع حلف النيتو كان نتيجة لعمل هذه الآلة الإعلامية، بل إن إنهيار الإتحاد السوفياتي في الأصل كان نتيجة لعمل الآلة الاعلامية الغربية وتفوقها، ومن أراد التوسع في هذا فليراجع دراسة لي نشرتها في مركز ليفانت للدراسات والبحوث، تحت عنوان: “الفاغنر والأسباب الخفية للعملية العسكرية”

 

ومن تتبع طرق عمل هذه الآلة الإعلامية واستقرأ أساليبها وربط آخرها بأولها، وجد أن مما يطرد فيها أنه كلما خاض الغرب، أو الولايات المتحدة حربا، أو دخل في عداء مع دولة، إلا وعملت تلك الآلة على إظهار أن تلك الحرب أو هذا العداء، إنما هو موجه لرئيس تلك الدولة أو قائدها، فتجد كل التقارير الإعلامية والكتابات الصحفية، توجه الرأي العام إلى أن الحرب هي بين الغرب وقائد تلك الدولة.

 

ومن أظهر الأمثلة على هذا، أنه في عز التوثر مع كوبا، كان يروج إعلاميا إلى أن مشكل مع فيدل كاسترو وأن الحرب هي على فيدل كاسترو وليس مع كوبا، والأمر نفسه تكرر مع خروتشوف في أزمة الصواريخ الكوبية، مرورا بصدام حسين ووصولا إلى بوتين(حتى أن هنري كيسنجر حذر من هذا التعامل حين تعلق الأمر ببوتين، فنهى عن تصوير الصراع على أنه صراع مع بوتين)، ولكن عبر كل هذا كان الذي يحاصر ويدمر ويقتل ويهجر، هي تلكم الشعوب، فإذا كان العداء والحرب مع ألئك القادة، فما ذنب هذه الشعوب؟؟

 

والأمر نفس يعاد جذها ( أي جديدا كما بدأ) ويتكرر فصولا، في الحرب التي تجري الآن على غزة، حيث يتم تصوير الحرب على أنها ضد حماس وأنه لا مشكلة مع الشعب الفلسطيني، حتى يتم كسب قلوب الرأي العام العالمي واستمالة عقولهم، بينما الذي يباد ويقتل ويهجر ويصفى هو الشعب الفلسطيني، فهي حرب على فلسطين وعلى الشعب الفلسطيني وليست حربا على حماس، فحماس نفسها جزء من ذلك الشعب الفلسطيني، كما كانت المقاومة في الدول العربية في سنوات الاستعمار الفرنسي والبريطاني، جزء من الشعب العربي، فالذي قاوم المحتل الفرنسي في المغرب هم مغاربة، والذي قاوم المحتل الإيطالي في ليبيا هم الليبيون، والذي أخرج الإنجليز من مصر هم المصريون، وقس على هذا جميع الدول التي وقعت في الاستعمار، وذلك أن من البديهيات في كل دولة وقعت تحت وطأة الاستعمار، أن تنشأ فيها حركات للمقاومة، تجلوا عنها العدو وتدفعه.

اترك رد