ناقوس الحرب العالمية الثالثة بين الناتو وروسيا

بالواضح – محمد الضاوي

بدأت الحرب الروسية الأوكرانية تدق طبول امتدادها على الخارطة الأوروبية، حيث صرح مجموعة من كبار جنيرالات حلف شمال الأطلسيعن تخوفهم من إقدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على قصف المدن الأوروبية الكبرى بعد ثلاث سنوات منذ الآن.

وتأتي هذه التصريحات قبل أيام قليلة من بدء الناتو بأكبر مناورة عسكرية، تحت اسم ” المدافع الصامد24″، التي سيشارك فيها حوالي 90 ألف جندي، وهو رقم قياسي مقارنة بالمناورات السابقة، استعدادا لردع أي هجوم عدائي خاصة من الجانب الروسي، وفي هذا الصدد، شدد رئيس اللجنة العسكرية للحلف الأدميرال الهولندي روب باور على ضرورة استعداد حكومات حلف الناتو للحرب مع تعبئة المدنيين ” لأن المجتمع المدني هو الذي سيشارك سواء أحببنا ذلك أم لا” حسب قوله في حال اندلاع حرب عالمية،كما يرى أن موسكو لاتزال لديها القدرة على زيادة إنتاج المدفعية والصواريخ، نفس التحذير أصدره قائد الجيش الهولندي المنتهية ولايته مارتن فيجنين عبر صحيفة دي تليغراف قائلا: “لاينبغي لنا أن نعتقد أن أمننا مضمون بمجرد بعدنا ب 1500 كلم من الجبهة….وعلى هولندا أن تدرك أن المجتمع بأكمله يجب أن يكون مستعدا في حالة حدوث خطأ ما”.

تحذيرات مماثلة لرئيس القوات المسلحة السويدية دق ناقوسها، حين دعا إلى إلقاء نظرة على يحدث في الساحة الأوكرانية والتفكر في احتمالية وقوع نفس الشيء في السويد، لهذا يرى أنه “كلما فكر الناس في الأمر واستعدوا له، كلما أصبح المجتمع قويا”، وعلى نفس المنوال دعا الجنيرال باتريك ساندرز الحكومة البريطانية إلى تعبئة الأمة، لأن عدد القوات المسلحة غير كاف في حال اندلاع الحرب.

وقد ازدادت التحذيرات خصوصا بعد التوعد الروسي في شهر نونبر من العام الماضي، بالرد الحازم على إقامة “شينغن عسكري”، الذي دعا إليه ألكسندر سولفرانك قائد القيادة اللوجستية لحلف شمال الأطلسي في جنوب غرب ألمانيا، كما أن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس  أوصى بالأخذ في الاعتبار وقوع هجوم روسي على إحدى دول حلف الناتو في غضون خمس إلى ثمان سنوات.

إن الهجوم المحتمل لن يكون على المستوى الحركي فقط، بحسب الكسندر سولفرانك، بل سيكون أيضا من خلال الحرب السيبرانية والإلكترونية.

التحذيرات بغزو روسي محتمل، تبنته أيضا رئيسة وزراء إستونيا كاجا كالاس، وبناء على معلومات أجهزتها الاستخباراتية، فإن أمام أوروبا ثلاث أو خمس سنوات للاستعداد لهذا الهجوم الذي سيطال الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي.

رغم هذا السيل من التحذيرات، يرى بعض المحللينالاستراتجيين، أن روسيا ليس لها ما يدفعها إلى شن هجوم على إحدى دول الاتحاد، كما شكك جوزيف بوريل في جدوى تلك التقديرات،مضيفا، رغم أن الحرب الأوكرانية تشكل تهديدا وجوديا لأوروبا، يجب”أن نفعل كل ما هو ممكن حتى لا ينتشر(التهديد الروسي) وتفوز أوكرانيا بالحرب”.

اترك رد