ندوة دولية حول دور المؤسسات الدينية العتيقة في ظل السياق المعاصر

بالواضح - فهد العيساوي (•)

احتضنت قاعة المحاضرات بمؤسسة دار الحديث الحسنية، ندوة دولية حول موضوع” المدارس الدينية التقليدية بالمغرب العربي وإكراهات التحول العولمي”، بشراكة مع معهد الدراسات الإبستيمولوجية بأوربا أيام 16/17 مارس 2022م.

واستهلت هذه الندوة الدولية بكلمة افتتاحية لوزير الأوقاف أحمد التوفيق، أشار فيها إلى دور الزوايا والعمل الإحساني والوقفي في صمود هذه المدارس الدينية، وتأديتها للأدوار المنوطة بها، علميا وثقافيا واجتماعيا، مستحضرا التطور الذي عرفته هذه المدارس الدينية تاريخيا، من تطور وإنكماش حسب السياق الزمكاني، مع إلحاحه على دور الكتاتيب القرآنية، في ترسيخ القيم النبيلة، و إشارته إلى مسألة الحيز الزمني للتحفيظ بها، قصد العمل على تقليصه ودعمه بتدريب الناشئة على التفكير النقدي.
كما استحضر المجهودات المبذولة ضمن خطة تأهيل الحقل الديني، على المستوى القانوني والتأطيري، والمادي من خلال تحفيز القيمين على هذا المجال، والاعتناء بهم، لما لهم من دور في تثبيت الهوية الدينية المغربية.
في حين تطرق مدير الحديث الحسنية الدكتور أحمد الخمليشي، إلى أهمية هذه المؤسسات الدينية في إنتاج العلماء، والسعي للحفاظ عليها لما تقدمه من عناية بمصادر الشريعة من قرآن وسنة، مع دعوته إلى العمل على تطوير هذه المدارس وتوحيد جهودها العلمية، والإستثمار فيها قصد تخريج علماء لهم ملكة النقد والاجتهاد.
وفي هذا الإطار تحدث مدير الدراسات الإبستمولوجية بأوروبا، الدكتور بدي المرابطي، إلى السياق العالمي والعربي، الذي كان سببا لإختيار هذا الموضوع، وبالضبط إختيار المغرب لاحتضانه وفي أحد مؤسساته العريقة التابعة لجامعة القرويين، إذ ذلك راجع للمكانة المتميزة للنموذج التعليمي الديني للمملكة المغربية القائم على الوسطية والاعتدال، مشيرا في آن الوقت ذاته إلى التحديات التي أفرزتها العولمة تجاه هذا النمط التعلمي التعليمي.
وضمن هذا السياق فإن هذه الندوة الدولية، تتمفصل حول أربعة محاور كبرى منها:
المحور الأول: يتناول التعليم الديني التقليدي من حيث النشأة والتطور، خصوصا في بلدان تونس والجزائر والمحظرة بالجمهورية الإسلامية الموريتانية.
أما المحور الثاني فقد عالج موضوع طرائق التدريس في التعليم العتيق، والأليات المعتمدة في تحفيظ القرآن وتدريس بعض العلوم الشرعية، خصوصا علوم الآلة مثل اللغة العربية، باعتبارها مدخلا من مداخل فهم النص الشرعي عن طريق استنباط الأحكام التفصيلية من أدلتها الإجمالية.
كما أن المحور الثالث، من هذه الندوة الدولية سيعالج قضية التعليم التقليدي بين الخصوصية ومسألة التحديث، لمواجهة تداعيات السياق المعولم.
اما المحور الرابع فقد تناول المداخل المنهجية والتعليمية، من أجل الإبداع والتجديد في وسائل التلقين والتدريس، قصد المحافظة على هذا النمط التعليمي، وتجويده وتطويره قصد مجابهة التحديات التي أفرزها نظام العولمة.
وقد شهدت هذه الندوة الدولية حضور فقهاء وعلماء وشخصيات علمية ودينية، من داخل المغرب وخارجه.

صحافي وباحث في الخطاب الديني (•)

اترك رد