هل إعتزال السياسة فضيلة؟

بقلم: أحمد عنج

أنا لست ناشطا سياسيا ،أو ناشط حقوقي ،،لست مع هدا التيار او داك ،انما مع الحق حتي يتحقق ،بعيدا عن الديماغوجية الفكرية أعانق الموضوعية نبراسي وعقيدتي الصادقة ،لا أطلب ودا ولا نفعا ،ولا مزية .
ولست الوحيد، ولا أفتخر بنفسي بل كثير الناس والافراد على شاكلتي ،ينطوون على دواتهم بافكارهم ،مقتنعين أن صرخاتهم وان انطلقت ستدهب الى واد سحيق ،ففظلوا أن يرموا بأنفسهم في عمق الصمت البهيم، عوض التغريد .
فالتغريد بصوت الصدق ونطق الحق الموضوعي أصبح نشازا ،أو نكتة شادة ،تعرض صاحبها للاهانة والسخرية السوداء .وكأنه جرو أجرب مسعور كل يتجنبه ويخشاه .
لقد ازدحمت الساحة السياسية بالانتهازيين والوصوليين ،أصحاب المصالح الخاصة واحاطوها باسوار عالية وابراج عاتية واوصدوا الابواب ،ابواب ظاهرها الصدق والتفاني والاخلاص للوطن وباطنها النفاق ،النهب والسطو على الثروة وتجفيفها منابعتها .ساحة باسوار منيعة مرصودة من حاول دخولها .ومن حاول أن يدنو من سور حديقتها ،مفقود مفقود مفقود و يعود مهزوما مكسور الوجدان كما جاء في شعر نزار القباني ،،ما أصعب أن تهوى سياسة بلا عنوان .

بعض هؤلاء الدين عزلوا أنفسهم واختاروا الانزواء ،منهم من جرب إقتحام الأبواب لكن لكن كان الطريق شاق .ومنهم من رمى به التيار خارج الابواب حين شعر المتجدرون في الساحة بمخاطر وجودهم وتهديدها لمناصبهم ،فَتَرفَّع الكنس من كل مدنس وقبعوا يتفرجون .
السياسة في مجتمعي انتقائية مقيتة تقوم على الموالات وتبعية المريد، تغيب فيها القواسم المشتركة للفكر والمنهج والهدف المشترك ،كل التشكيلات السياسية تبحت عن قواعد داعمة بلا قيد ولا شرط ،قاعدة تبارك ولا تشارك ، طاعة عمياء لسياسة أكثرها عمى.
أحزابنا بلا هوية أو عقيدة فكرية وسياسية مقولبة إنتهى زمن صلاحيتها لا تقوى على الانعتاق من قالبها وممارسة دورها الفعلي
في عمق مجتمع، أحزاب تمنع عليها الواقع واستعصت عليها المشاكل وعملية البناء والتنمية تكتفي في أحسن الأحوال بإعادة بتدوير مخلفات سياسة قديمة مستهلكة .لا تؤمن في مفكرتها بالمبادئ الأساسية للحزب سوى التطلع للسلطة منهجها كل الطرق تؤدي الى روما،

اترك رد