إشباع البطون الجائعة بالجزائر قبل التصدير يا حكام المرادية يا مذعورين

بالواضح - عبداللطيف أبوربيعة

يتأكد يوما بعد يوم عجز النظام العسكري الفاشل بالجزائر عن مجاراة التطور والتقدم المضطرد للمملكة المغربية ديبلوماسيا واقتصاديا وعسكريا واستراتيجيا ..وتظهر الطغمة الحاكمة بالجزائر يوما بعد يوم مدى الغباء والقصور السياسي الاستراتيجي الديبلوماسي الذي تعاني منه بسبب مرض “المغرب” الذي أصابها ولم تجد له دواء رغم مساعيها ومحاولاتها البائسة للتخلص منه والذي يبدو أنها لن تتخلص منه أبدا..
كما يبدو أن ما يظهره حكام الجزائر من أن بلادهم ” قوة ضاربة” اقتصاديا وعسكريا ووو.. يخفي وراءه حالة من الذعر والخوف من القوة الحقيقية التي أصبح يمثلها مغرب اليوم لدى هؤلاء الحكام والتي تتجلى في الاكتساح الدبلوماسي والنمو الاقتصادي والتنموي وكذا التفوق العسكري الجد متطور إفريقيا وعربيا بحيث أصبح ينافس القوة العسكرية لدول بأوربا بشهادة العديد من المتتبعين والمختصين ..
ويظهر جليا أن التفوق المغربي المعترف به عالميا أفقد العصابة الحاكمة بالجزائر صوابها وأبان عن قلة حيلتها أمامه وأصبحت تتخذ من القرارات سواء الاقتصادية أو السياسية ما يندى له الجبين لما تتسم به من غباء ..قرارات مخجلة كانت آخرها وليست أخيرتها بالطبع القرارات التجارية التي جادت بها القريحة المريضة لحكام عبلة بقصر المرادية والتي تجلت مؤخرا في فكرة إرسال قافلة من شاحنات نقل البضائع الجزائرية تحمل أعلام الجزائر والسينغال وموريتانيا نحو دولتي موريتانيا والسينغال وكأنها متجهة إلى ميدان معركة .. هذه الشاحنات التي وإن كانت تحمل بضائع فهي تسرقها من قوت الشعب الجزائري المجوع من طرف النظام العسكري ، وإن كانت فارغة ، وهذا ما لاحظه له العديد من المتتبعين ، فهي ذاهبة لنقل البضائع والمنتجات المغربية التي سبق وأن اقتناها التجار بموريتانيا والسينغال من المغرب لحملها وإعادة بيعها بالجزائر وهذا أغلب الظن..
وما يثير الاستغراب والتعجب أن هذا التصدير يأتي في الوقت الذي تعاني فيه الأسرة الجزائرية من أزمة معيشية حقيقية بسبب نذرة المواد التموينية الرئيسية من زيت ودقيق وحليب وخضر وفواكه وفي ظل تضاعف الزيادات في الأسعار ، مما أدى إلى تصاعد الاحتجاجات والمسيرات اليومية ووضع الجزائر على فوهة بركان قد ينفجر في أية لحظة خاصة في غياب أية حلول من طرف سلطات هذا البلد لتغيير الأوضاع إلى الأفضل ولإعادة الثقة إلى المواطن الجزائري ، ثقة افتقدها منذ سنين خلت وأصبح مطلبه الوحيد والأوحد هو رحيل النظام العسكري المتسلط وقيام نظام حكم مدني ديمقراطي..
يذكر أن قافلة الشاحنات المذكورة أعطى انطلاقتها وزراء في حكومة الغباء والوهن وسط هالة من التطبيل والتصفيق والعويل وفي مقدمتهم وزير التجارة الذي لم يستطع إخفاء ذعر حكام الجزائر وخوفهم من المغرب وهو يجيب على تساؤل لم يطرح عليه أصلا من خلال تأكيده أن “هذه القافلة هي رد على من يعتقد أنه سيبث فينا الرعب والخوف ، لقد أثبتنا أننا سنواصل عمليات التصدير بل سنرفع من وثيرتها “..
ما تفوه به هذا المسهول يجعلنا نتساءل :من زرع في حكام الجزائر الرعب يا ترى والذي أصبح حديث ألسنة وزرائهم ؟ ثم أليس من واجب هؤلاء الحكام قبل الحديث عن التصدير التفكير في توفير المواد التموينية والغذائية للشعب الجزائري المقهور والمغلوب على أمره والذي حطمت طوابيره اليومية والطويلة للحصول على هذه المواد كل الأرقام القياسية في بلد يعد من أغنى الدول المنتجة والمصدرة للبترول والغاز؟ ألن يكون مصير قافلة شاحنات التصدير هذه التي يتبجح وزير التجارة الجزائري بإعطاء انطلاقتها الرسمية كمصير باخرة ” إمدغاسن” الجزائرية المحملة بمواد البناء والتي أرسلت سابقا إلى موريتانيا وادعى حينها حكام الجزائر أنها ستؤمن التصدير إلى موريتانيا بمعدل رحلة على رأس كل أسبوعين وهي الباخرة التي رحلت إلى موريتانيا مرة واحدة ووحيدة دون أن تتمكن من العودة ؟
نقول لهذا الوزير المعتوه ومن خلاله للطغمة المتسلطة على حكم الجزائر أن التصدير يأتي بعد الاكتفاء الذاتي من المواد التموينية والغذائية والبحبوحة الداخلية ومن خلال المنافسة الشريفة وأن المرور للأسواق الإفريقية يتحقق حتما ووجوبا عبر تحسين العلاقات مع المملكة المغربية التي كانت وستظل تشكل البوابة الرئيسية لإفريقيا سواء للجزائر أو لأوربا وأن المملكة الشريفة اليوم أصبحت معادلة صعبة يستحيل تجاوزها أو القفز عليها لأنه وببساطة مغرب اليوم ليس كمغرب الأمس فأعيدوا حساباتكم ..

اترك رد