ابن عبدالله يحذر من الفراغ السياسي

بالواضح

حذّر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله من ما أسماه “الفراغ السياسي الذي لا تملأه سوى العدمية والشعبوية”، مشيرا أنها تفتح المجال أمام توترات اجتماعية لا تجد من يحتضنها ويؤطرها.

ودعا بنعبد الله خلال الملتقى الجهوي لحزبه بجهة فاس مكناس، إلى “إعادة الثقة في المؤسسات، لا سيما من خلال مواصلة الإصلاحات التنموية والديموقراطية، وعبر إعادة الاعتبار للفعل الحزبي والسياسي الجاد، وإلى المنتخبين والمؤسسات المنتخبة”، مؤكدا أنه” يتعين تعزيز مجال الحريات، وإعادة الاعتبار للأحزاب الوطنية الديمقراطية الجادة، وذلك بالنظر إلى ما أبانت عنه البدائل المصطنعة من فشل ذريع لا يزيد سوى من انتشار اليأس لدى الشباب الذي صار بعضهم يعبر بطرق منفلتة عن أي تأطير حقيقي، وهو ما يسائل الجميع بما في ذلك التنظيمات السياسية”.

واعتبر بنعبد الله أن  الاختلالات والنقائص التي لا زالت تشوب العمل باللامركزية في بلادنا، تعيق الجهوية، “لا سيما تلك المتعلقة بحرية المبادرة والفعل والقرار بالنسبة للهيئات المنتخبة جهويا، وثقل سلطة الرقابة المسلطة عليها”،مشددا  على ضرورة عدم التعامل والنظر إلى جميع المنتخبين على أنهم مفسدين أو يفتقدون كلهم إلى القدرات التي تؤهلهم لتدبير الشأن المحلي والإقليمي والجهوي.

وفي نفس الوقت، أكد الأمين العام على أن اللجوء إلى التكنوقراط “وتوسيع هامش التحرك أمامهم، مقابل التضييق على المنتخبين، لا يمكن أن يشكل بديلا في بلد اختار الديموقراطية التي يتعين توفر إرادة حقيقية لتجسيدها على أرض الواقع”.

من جانب آخر، تناول نبيل بنعبد الله كذلك إشكاليات الحكامة الترابية، واعتبر أن محاسبة المنتخبين والهيئات المنتخبة يتعين أن تكون بالأساس سياسية، كما على القضاء القوي والمستقل والمتجرد والنزيه أن يكون ضمانة حقيقية للجميع في هذا الصدد، وهو السبيل الأنجع لإقرار المساءلة القضائية التي ينبغي أن لا تكون انتقائية أو أداة لتغليب وتصفية حسابات ضد أحزاب أو ضد أحزاب أخرى.

وتطرق الأمين العام إلى حيثيات قرار اللجنة المركزية لحزبه القاضي بالانسحاب من الحكومة، ووضح أن الأخيرة لم تتفاعل إيجابا مع النداءات التي وجهها حزب التقدم والاشتراكية إليها، وهي النداءات التي تمحورت حول ضرورة بث نفس ديموقراطي جديد، ومباشرة الإصلاحات الجديدة، والكف عن التطاحنات بين مكونات الأغلبية، والتحلي بالجرأة السياسية، وحمل خطاب سياسي قوي، والانكباب على المشاكل الحقيقية للمواطنات والمواطنين.

اترك رد