الطلاب يطلب ومراتو تصدّق

بقلم: خليل مرزوق
يصر المسؤولون على بعض القطاعات الوزارية بالمغرب على أن يصمُّوا آذانهم عن النقاش المجتمعي حول الأزمة التي يعيشها المواطنون؛ مع تفاقم تردي الاقتصاد وانحداره. وباعتبار ان هذه الأزمة تتلخص على أقل تقدير في تشرد العديد من العائلات المغربية جراء فقدان معيليها مصادر قوت يومهم؛ فإن من يتقاضون ملايين السنتيمات على رأس كل شهر ليسوا ابدا في وضع إنساني يسمح بتقاسمهم الألم مع المعدومين والفقراء. ليسوا في وضع إنساني بعلة تمسكهم بامتيازاتهم ورواتبهم الضخمة في عمق أزمة تخنق المغاربة الضعفاء الممثلين في 99٪ من الشعب؛ كما انهم ليسوا في وضع إنساني بعلة بحثهم عن الترف؛ كيف لا والمغاربة قالو قديما “إذا شبعات الكرش كاتقول للراس غني” واي ترف رخيص بحث عنه هؤلاء؛ بتوزيعهم دعما ساوى مليار واربع مئة مليون سنتيم؛ على حزمة من التافهين بعيدا عن بعض الاسماء المعدودة على رؤوس أصابع اليد الواحدة؛ والذين يمكن القول باستحقاقهم دعما على أعمالهم ومشاريعهم الفنية التي تخدم المجتمع في آخر المطاف؛ على عكس ثلة من المرتزقة التي انتشرت رائحة تفاهتها عبر وسائل التواصل في مباشرات مواضيعها بين الجنس والميوعة في اقصى درجات رقيها. وزير الثقافة الذي اشرف على توزيطع دعم بهكذا مبلغ؛ لو كان مسؤولا يحترم نفسه لقدم استقالة واعتدار للمغاربة لسببين : أولا : ان منهجية الحكومة التي ينتمي إليها وبتوجيهات من الملك نفسه، تنصب على إعطاء الأولوية للقطاع الصحي بالبلاد ودعم القدرة الشرائية للمواطنين باعتبار ما خلفته جائحة كوفيد من تداعيات وتصدعات شارخة في العلاقات الشغلية. ثانيا : أن مشروع قانون المالية لسنة 2021 وخلال مناقشته في اخر جلسة بالبرلمان، جاء مؤكدا بالبند الغريض على ضرورة إيلاء الاهتمام والدعم لقطاعي التعليم والصحة باعتبارهما من القطاعات المتضررة بشكل كبير؛ ناهيك عن كون نفس المشروع أكد على ان نسبة الاقتطاعات للموظفين سترتفع الى 39٪ بدل 28٪ ؛ وعندما نقول “الموظفين” فلا نستثني منهم الطبيب والممرض والاستاذ والشرطي والجندي؛ الابطال الذين تراصُّوا في الصف الأمامي في حرب ضد كورونا وتداعياتها حتى ساعة كتابة هذا المقال. لم يستثنى الموظفون من تدابير مقتر مشروع قانون المالية؛ لكن السيد وزير السخافة؛ استثنى التافهين؛ فأعطى : 11 مليون سنتيم ل “داير صاكي فكتافي” 8 مليون سنتيم ل “ها واواو اواواو اواوااو” ( موال اغنية على بابي واقف قمييرين بأداء حمزة لبيض) 14 مليون سنتيم ل “سايس سايس سايس” 16 مليون سنتيم ل ” اح اح تح نوتيلا” وهي أرقى الملفات التي يمكن النظر اليها في سلة العفن الذي استفاد من مليار واربع مئة مليون؛ مع الاحترام لمن تقدمو للدعم وتنازلو عنه من الفنانين الأحرار والمحترمين فعلا؛ وعددهم لا يتجاوز 4 بين عشرات التافهين. ألا يعلم السيد الوزير ان تلك الأموال هي في الاضل ضرائب جبيت من جيوب بل قلوب ودماء المغاربة في عز الازمة! ألا يعلم السيد الوزير أن هذه الظرفية يحتاج الناس خلتلها للخبز وليس للغناء! ألا يحترم السيد الوزير ألم المغاربة ويأسف لأنينهم وهم يضربون الاكف عشية كل يوم حزنا على عدم إيجاد عمل! أسئلة كثيرة يجب أن يجيب عنها هذا المسؤول الحكومي ومستشاريه؛ لكن وقبل أي جواب عما سلف، لابد وأن نعرف اولا هل سمع الوزير يوما مثلا في معنى “الطلاب يطلب ومراتو تصدق”!!!!!

اترك رد