الطماطم المغربية تحصل على الجنسية الاسبانية

بالواضح – محمد الضاوي/ إسبانيا
تعتبر الأندلس سلة الغذاء الأوروبي عموما، خاصة منطقة ألميرية التي تشكل الركيزة الأساسية لهذه السلة التي توفر معظم الخضروات، أهمها الذهب الأحمر حسب رأي أغلب الفلاحين بالمنطقة، والمقصود به الطماطم.
لكن المثير للانتباه في الأسواق الزراعية في السنوات الأخيرة، هو تزايد استيراد الطماطم المغربية المعروفة بجودتها الفائقة على المنتوج المحلي، مما دفع بعض المنظمات الزراعية مثل COAG وASAJA وجمعيات المزارعين إلى رفع شكايات ضد ما أسموه “الطريق السري” الذي يشكل خطورة على المنتجين المحليين.
الطريق يبدأ في مزارع مدينة أكادير في اتجاه ميناء طنجة المتوسط أو الناظور نحو الجزيرة الخضراء أو موتريل بالجارة الأندلس، منتهيا ببلدتي الإيخيدو والنيجار التابعتين لمحافظة ألميرية، وهناك يتم تفريغ الشاحنات من منتوجاتها المغربية على قائمتها الطماطم داخل مستودعات، إذ تتم إعادة التسمية وبيعها بإسم ألميرية بعد تغيير الصناديق والعلامات التجارية وتسويقها إلى باقي الدول الأوروبية.
ووفقا للتقارير كما جاء على لسان جريدة “صوت ألميرية”، فإن بعض الشركات الإسبانية مثل Anseprim التي يرأسها ديفيد سانشيز، كانت تلجأ إلى شركات أخرى لاستكمال طلبات السوق الأوروبية، مما جعل المنتوج المغربي يسيل له لعاب الربح السريع من طرف الشركات الإسبانية.
وفي السياق ذاته، فإن الطريق السري أثار سخطا بين المزارعين، مما أجبر الإدارة الأندلسية على اتخاذ إجراء صارم بشأن هذا الأمر، فأنجزت أكثر من 250 عملية تفتيش في ريف ألميرية، أي أكثر من ضعف ماقامت به السنة الماضية. يوضح المستشار، كارمن كريسبو Carmen Crespo، أن معظم المنتجات التي يعتملها الشك في إعادة وضع العلامات تأتي من المغرب.
لقد أدى تكثيف ضوابط التفتيش على هذا النوع من الأنشطة، الذي يعتبر غير قانوني أو احتيالي، بالفعل إلى فتح ما لا يقل عن ستة ملفات لأكبر عدد من شركات التسويق في المقاطعة فيما يتعلق بالاحتيال على المستهلكين الإسبان والأوروبيين.
وبناء على هذا النوع من الأنشطة، فإن الطماطم المغربية حطمت الرقم القياسي في الحصول على الجنسية الإسبانية، على حساب عرق وتعب العمال المغاربة بأكادير مقابل أجور جد زهيدة.

اترك رد