بودن: خطاب العرش يخاطب العقل والبصيرة في الجزائر

بالواضح - عبداللطيف ابوربيعة

أكد الأستاذ “محمد بودن ” رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والاستراتيجية ، في تعليقه على دعوة الملك محمد السادس للجزائر من أجل إقامة علاقات طبيعية بين البلدين أنها ليست الدعوة الأولى واعتبر أن الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى 23 لعيد العرش يؤكد تمسك جلالة الملك بالوقوف على الجانب الصحيح من العلاقات الإنسانية والتاريخية بين الشعبين الشقيقين المغربي والجزائري ..معتقدا أن السياق جد مهم وأن المبادرة السامية لليد الممدودة مستمرة منذ سنوات وأن هذه السياسة تمثل خيارا استراتيجيا وأن المملكة المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس تنظر للمستقبل ومستعدة للذهاب بعيدا في طريق الأخوة والمصاهرة بين الشعبين وحسن الجوار مع الجزائر من منطلق المصير المشترك وحقائق الجغرافيا والحصيلة التاريخية المشرفة بين الشعبين وهي معطيات يجب أخذها بعين الاعتبار ..ويضيف الأستاذ بودن أن جلالة الملك من خلال خطابه هذا يعزز الزخم الذي تتمتع به سياسة اليد الممدودة ويخاطب العقل والبصيرة في الجزائر ويثوق إلى علاقات بناءة وأخوية بين بلدين توأمين كما سبق وأكد عليه جلالة الملك في خطاب العرش للذكرى 22 ، وهي الدعوة التي أصبح لديها أنصار كثيرون في البلدين وعبر العالم والداعين إلى التفكير البناء والعقلاني من طرف الرئاسة الجزائرية وصانعي القرار بالجزائر مما قد يفتح الطريق لانطلاقة جديدة تصاغ فيها القواسم المشتركة بين البلدين وهنا لا بد من استحضار أن الدعوة الملكية تأتي في سياق استعداد الجزائر لاحتضان القمة العربية في نونبر 2022 طالما أن الجزائر تريدها قمة للم الشمل العربي ، وأن من الممكن أن تجعل الدعوة الملكية من القمة العربية ذات خصوصية وقد تمثل حدثا تاريخيا ..وحول تعزيز الحوار بين الجزائر والمغرب وفي المنطقة والذي دعا إليه جلالة الملك من خلال خطابة السامي ، يعلق الأستاذ بودن أن البدين باعتبارهما لاعبين محوريين بالمنطقة لا بد لهما من بناء أهداف مشتركة بشكل واضح وصريح ..
أما بخصوص الوضع الحالي بالعالم وبالمنطقة والتي هي في حاجة إلى التعاون والوحدة ونبذ الخلافات والعداوة ، والتفكير في المستقبل والمصير المشترك والتكتل لتحقيق آمال الشعوب في النمو والتنمية والازدهار والتقدم ، يؤكد متحدثنا أن الأوضاع في العالم اليوم تقتضي الدخول في علاقات بعيدة المدى ، علاقات بعيدة عن اللوم بين الأشقاء لأن ما يجمع المغرب والجزائر أكبر بكثير مما يفرقهما وأن التواصل حاصل بين الشعبين الشقيقين المغربي والجزائري والأمثلة كثيرة ومتنوعة بفضل الطفرة التكنولوجية رغم أن الحدود مغلقة بين البلدين ، متصورا أنه حان الوقت لإثبات أن البلدين الشقيقين قادرين على التعايش مع بعضهما البعض وحل مختلف التباينات والخلافات والاختلافات في القضايا بالحوار وتغليب المنطق والتواصل وأن المملكة المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس ستكون دائما مهتمة بوجود جزائر مستقرة وفاعلة في جوارها وهذا في مصلحة المنطقة ككل ومن المؤسف أن يكون التبادل البيني بالمنطقة المغاربية أقل من 2 في المئة بينما في مختلف المجموعات الإقليمية في العالم وفي القارة الإفريقية يتجاوز ال 10 في المئة ..الأستاذ بودن يزيد ويؤكد أن الطموح الذي يعبر عنه جلالة الملك محمد السادس هو طموح 120 مليون مواطن مغاربي ، معتقدا أن الطريق نحو علاقات طبيعية بين المغرب والجزائر ليس مستحيلا وأن العلاقات المثمرة بين الشعبين ينبغي أن لا يمل أحد من المبادرة لتحقيقها ..
وحول عدم استجابة الرئاسة الجزائرية للدعوات المتكررة لجلالة الملك محمد السادس والداعية إلى تجاوز الخلافات والتفكير في مستقبل الشعبين المغري والجزائري ، يتصور المتحدث ذاته أن هناك ، على المستوى الجزائري ، قراءة تتجاوز الظرفية الحالية رغم أن جلالة الملك محمد السادس سبق ووجه رسالة واضحة للأشقاء بالجزائر من أن الشر لن يأتي من المغرب نحو الجزائر ،وذكر جلالته الرئيس الجزائري أن لا هو ولا الرئيس الجزائري السابق ولا جلالته مسؤولين عن ما فعله السابقون وينبغي النظر إلى الحاضر والمستقبل على اعتبار أن المملكة المغربية مستمرة في مد اليد لتحقيق التوافق بين البلدين لأن الدبلوماسية المغربية تقوم على الحوار والتشاور وبأن هذا هو المنطق المفضل لديها والذي تبرز أفضليته في الدبلوماسية الدولية اليوم سواء في السابق بين الكوريتين أو في افريقيا بين إيريتيريا وإثيوبيا أو اليوم بالشرق الأوسط وأن بالحوار يمكن فتح الآفاق لمستقبل واعد للعلاقات بين المغرب والجزائر على اعتبار أن المغرب يقوم بمسؤوليته الأخلاقية اتجاه المنطقة سياسيا ودبلوماسيا من خلال الدعوة إلى التكامل والاندماج بين الإخوة وهو ما ستكون له آثار إيجابية عكس الدعوة إلى خيارات أخرى والتي ستكون نتائجها وخيمة ، ولذلك فالدخول في علاقات جديدة وواضحة وأخوية هو الخيار الأفضل والواقعي الذي يمكن أن يثمر نتائج في مصلحة الشعوب والتي يجب أن تتصدر الأولويات والأجندات في المنطقة ..

اترك رد