تارودانت من يشتغل في الصمت

بقلم: محمد السرناني

يتابع الرأي العام المهتم بالتنمية المحلية على صعيد إقليم تارودانت التحسن الملموس الذي تعرفه الخدمات المتعددة على مختلف الأصعدة، وتظهر جليا للفاحص اللمسة التنوعية التي تميز العديد من المشاريع التي عرفت نجاحا منذ إطلاقها أو ما زالت في طور البناء والتجهيز،
تلك اللمسة الإبداعية على مستوى الإقليم ما هي إلا بصمة لرجل أنعم الله به على هذا الإقليم منذ تعيينه عاملا على إقليم تارودانت من طرف جلالة الملك
إنه عامل الإقليم الرجل البشوش الطيب الذي يشتغل في صمت واستمرارية،
تراه متنقلا من منطقة إلى أخرى، ومن دائرة إلى قيادة ومن جماعة إلى أخرى، فالرجل يتصف بالعديد من المزايا التي جعلته رجل التنمية والتغيير المرن في أكبر إقليم بسوس،
وإذا كان كلام الشعراء في بعض الأحيان يعد ضربا من الخيال، فإن ما قاله المتنبي ذات يوم:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتكبر في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين الكبير العظائم
أصبح هذا المثل منطبقا على هذه الشخصية التي عبرت بصدق على وطنيتها وحبها للعمل والاشتغال والتنمية.
كثيرا ما يغادر مكتبه بإقليم تارودانت لتدشين كثير من المشاريع الناجحة والتي اتسمت بالسمة الإبداعية من قبيل العديد من المقرات المعدة لاشتغال التعاونيات والجمعيات، ما أعطى الإقليم شبكة من المقرات الحيوية التي تنعش التنمية المحلية إذا أحسن الناس استغلالها على أكمل وجه فلكل جماعة مشروع حيث ما إن تمر بدار الكركاع بتفنوت حتى تجد دار الزعفران بتالوين ودار الثوم بأساكي ودار الأعشاب الطبية والعطرية ودار الزيتون بتنزرت ودار اللوز بإغرم، حيث استفادات جميع الجماعات بلا استثناء،
أضف إلى ذلك تعاونه الإيجابي مع مختلف الفرقاء السياسيين الذين أخذ منهم جميعا نفس المسافة حيث يراهم جميعا بعين خدام الوطن والمواطنين بغض النظر عن التوجه السياسي أو المرجعية الحزبية التي ينتمي إليه تلك هي سمات الرجل الذي ينفع بكل طاقته وفي الأثر النبوي: خير الناس أنفعهم للناس،
إن الأسطول الأصفر الذي يقل التلاميذ من وإلى المدارس صباح مساء قد تقوى بأكثر من الثلثين من ذي قبل حيث لم تتم مدرسة جماعاتية ولا إعدادية ولا ثانوية إلا وتجد أمام أبوابها 3 سيارات أو اربع من النقل المدرسي لتوفير حق التمدرس لجميع بنات وفتيان الإقليم.
وإن الجانب الإنساني الذي يتحلى به الرجل هو سر الحركة الدؤوبة التي ما فتئت تدفعه لتقديم المزيد للساكنة والبلاد، عبارة استقتها جريدة بالواضح من أفواه كثير من المواطنين والموظفين بالعمالة ومختلف المصالح التابعة لها، حيث يشهد الجميع بصدق الرجل وتفانيه في العمل وحبه لخدمة الوطن، وحل المشاكل، بحيث يظل مكتبه مفتوحا أمام الجميع، فلا تصله شكاية أو معضلة إلا وقعد لحلها في الحين استحضارا منه لما يترتب عن التراخي في حلها من تعطيل لمصالح المرتفقين، وأحيانا بتواصله الجيد مع المتحاورين،
سيكون من العبث أن نقوم باستقراء للمشاريع التي أطلقت في الإقليم طيلة عهده، لأن الرجل رجل العمل والاجتهاد، فيتعب نفسه خدمة لوطنه وملكه ومواطنيه، وتراه في الصورة التي رسمها الشاعر بقوله:
وإذا كانت النفوس كباراً
تعبت في مرادها الأجسام
تسأل عنه الناس في أقصى نقطة بالإقليم فيعرفونه بطيبوبته ومواقفه؛ وما الرجال إلا مواقف؛ فيعرفه الناس في أمسورزات بأعلى قمم جبل توبقال، كما يعرفونه في تنفات بتالوين من خلال زيارته ومتابعته ويعرفه سكان إغرم وإفسفاس عبر نشاطاته وتدشيناته كما جاب منطقة إسندال وتيدسي واندوزال وإداوزكري ومنتاكة ولمنيزلة وتافنكولت وتالكجونت بمختلف المشاريع الهامة والكبيرة التي أطلقها.
أما المشاريع المتوسطة والتي لا تعد في هذه السطور فحدث عنها ولا حرج، من قبيل المشاريع المهيكلة لمختلف المراكز الحضرية والأسواق النموذجية اليومية التي تم إنجازها لإيواء الباعة المتجولين والتخفيف من معاناتهم، وأقسام المستعجلات التي عرفتها بعض الجماعة ذات الكثافة السكانية المتوسطة والكبيرة، وفكرة الأقطاب الجماعية التي عرفت نجاحا باهرا من خلال التلاقح التدبيري والتكوين بالنظير الذي عبر رؤساء الجماعات القروية وشبه الحصرية باستفادتهم منه، حيث لم يبق جانب إلا وقد بصم فيه الرجل بصمات ذهبية أعطت الإقليم التقدم درجات في سلم التنمية المحلية والتطور الاجتماعي الذي يعرفه، خاصة بعد الخطاب الملكي الذي نص فيه صاحب الجلالة على الإقلاع التنموي بجهة سوس ماسة، بحيث يراهن جلالته على أمثال هذا الوطني الغيور لتحقيق التنمية المنشودة بهذا الوطن السعيد.

اترك رد