تطبيق صيني جديد يغزو أمريكا
بالواضح – عبدالكبير بلفساحي
لجأ عدد كبير من الشباب الأمريكيين إلى التطبيق الصيني “شاوهونغشو” الذي اكتسب شهرة في البلاد وبات ينافس “تيك توك” والذي يعد مزيجا من إنستغرام و”Reddit” ويقترح أسلوب الحياة لأكثر من 300 مليون مستخدم يبحثون عن نصائح حول الجمال والتسوق والسفر والحياة بعد أن سمئموا الشبكات الإجتماعية الأمريكية ومجاملاتها التي يعتبروها مزيفة حسب ما أوردته صحيفة “The Wall Street Journal” الأمريكية، ويعرف التطبيق بهاشتاغ “Tingquan” والتي تعني “إستمع إلى النصائح” حيث تتم الدعوة إل إبداء الرأي في موضوع معين وتقديم النصيحة
وذكرت الصحيفة نفسها في تقرير لها يوم الأحد 24 مارس 2024، أن الكثير من الشباب الأمريكيين بدؤوا يتجهون نحو هذا التطبيق الصيني والذي أصبحت شهرته تتزايد في البلاد، وذلك في سعيهم لشيء مبتكر بمجرد أن شعروا بالملل من شبكات التواصل الاجتماعي الأمريكية وزيفها وإهانتها الواسعة، كما تبين من التقرير نفسه أن هذا التطبيق ليس تيك توك، بل شاوهونغشو (Xiaohongshu)، لأن في الصين يعتمد الأشخاص الذين يبحثون عن تقييم لمطعم أو دليل سياحي أو مسار رحلة على التطبيقات بشكل كبير، ومع ذلك، يبدأ المراهقون والشباب في الولايات المتحدة في تحميله لينضموا إلى اتجاه جمالي جديد.
وفي هذا الاتجاه، يحمل المستخدمون لافتة تحمل الأحرف الصينية “tingquan”، التي تعني “استمع إلى النصائح”، ويدعون الآخرين لإبداء آرائهم في كيفية تحسين مظهرهم، ويمكن للمعلقين كتابة النصائح، ولكنهم أيضا ينشرون صور لتسريحات الشعر أو الأزياء المقترحة، وأحيانًا يقومون بتعديل صور الباحثين عن نصائح ليظهروا كيف سيبدو مظهرهم بعد التحسين المقترح، وبعكس معظم البدائل، خاصة في الغرب، الردود المباشرة قد تكون مزعجة، ولكنها تكون بناءة بدلا من أن تكون ضارة، فقد حقق “tingquan” أكثر من نصف مليار مشاهدة في الصين وفي الخارج، حيث غطت الفجوة التي كانت موجودة في منصات التواصل الاجتماعي الشهيرة.
وقالت كانديس لين، التي تصنع مقاطع فيديو توضيحية حول أحدث الاتجاهات “تريند” في الشبكات الاجتماعية الصينية لمتابعيها الذين يبلغ عددهم مليوني شخص على تيك توك وإنستغرام ويوتيوب: “الناس يلتزمون باللياقة السياسية هذه الأيام، إلى درجة أنهم يخافون التعبير عن أفكارهم خوفا من الانتقاد أو العزل الاجتماعي”، وأضافت كانديس، التي هاجرت من الصين إلى كاليفورنيا قبل عشرين عاما تقريبا،” إن الناس في الصين يكونون صادقين بشكل أوضح، وأحيانا يكونون جادين عندما يعبرون عن آرائهم، ولكنهم يهدفون إلى الخير”، وقالت إنها تعتقد أن مستخدمي الشبكات الاجتماعية في الولايات المتحدة قد يبالغون في الإطراء، ولهذا السبب يفضل الشباب الصادقين البحث عن أماكن أخرى للتعبير بصدق عن أنفسهم وأسلوب حياتهم.
وقال “هانيو ليو” محلل السوق في شركة Daxue للاستشارات، إن تلك التعليقات الصريحة تسلط الضوء على “نقص في النظام البيئي للشبكات الاجتماعية الغربية”.
والمعلوم لذى العامة ،تهيمن شركة ميتا بلاتفورم على وسائل التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة وحول العالم، مع أكثر من 3.19 مليار مستخدم نشط يوميا عبر تطبيقاتها؛ بما في ذلك واتساب وإنستغرام وفيسبوك، لكن الوصول إليها – والعديد من التطبيقات الأخرى الغربية – محظور في الصين،و بدورها طورت الشركات في الصين شبكات اجتماعية خاصة بها، استقطبت 1.2 مليار مستخدم، ونادرا ما توسعت خارج الحدود الافتراضية للصين، تيك توك هو الاستثناء الملحوظ.
وبالرجوع لموضوع تطبيق شاوهونغشو، فقد بدأ في شنغهاي في عام 2013 مخصصا للمسافرين الصينيين الذين يبحثون عن نصائح حول التسوق ،وتطور الى أن صار موسوعة يقوم بها المستخدمون تغطي جميع جوانب الحياة، بدءا من كيفية تجاوز فترة الحمل وحتى كيفية التعافي من الطلاق.
ويعتبر سكان مجتمع شاوهونغشو غير الصينيين الذين ينتقلون إلى هناك هم المستخدمون الجدد، وبأنهم غير مزعجين للغاية، حيث يشكون من عدم تلقي هذا النوع من التعليقات السلبية من أصدقائهم المقربين، كما جا على لسان ميكو هاياشي، وهو أمريكي ياباني يعيش في طوكيو ويبلغ من العمر 37 عاماً: “في الثقافة الغربية، الطريقة المهذبة للرد على مثل هذه الأسئلة هي القول: أنت تبدو رائعاً بأي حال”.
لذلك كان شهر فبراير موعد إصدار تطبيق شاوهونغشو ، وأطلقت حملة ترويجية باسم “tingquan” لجمع آراء المستخدمين حول كيفية تحقيق مظهر مشرق، فبعد فترة قصيرة من نشر أول صورة لها، بدأت التعليقات تتدفق، بما في ذلك تعليق يقترح تطابق لون حاجبيها وشعرها، حتى قام بعض المستخدمين بتعديل صورتها بواسطة الفوتوشوب ليظهروا كيف ستبدو عند ارتداء أحمر شفاه بجرأة أو تغيير لون شعرها.