تفعيل الفقه بين المفتي عصيد والشيخ الفيزازي؟ ح.4

بقلم: د. محمد وراضي

بما أن عصيد والفيزازي، يدركان بأن الذين يؤدون قسم الولاء والطاعة كي يكونوا مخلصين لدينهم ولملكهم ولوطنهم، لا ينفذون على أرض الواقع مضمون هذا القسم بكامله، مما يعني أنهم كذابون آثمون حانثون، وإلا فما الذي يعنيه الدفاع عن نظام، يقوم على أساس اعتبار الأحكام الشرعية العملية، لم تعد مجدية منذ تسلط الاستعمار على بلادنا؟ فعلى أي أساس إذن يتنازع الطرفان:عصيد والفيزازي ومن انضم إليهما من المناصرين أو المؤيدين؟
قد يقال: إن الفيزازي يدافع عن النص القرآني الذي لم يعد محترما في الواقع! بينما يعمل خصومه العلمنايون على إلغائه، في حين أنه نص لا يحتاج إلى التشكيك في مضمونه؟ ثم إنه لم يكن قبل المواجهة في حاجة إلى مناقشة – تحت إشراف الدولة – بين أطراف تمثلت في قانونيين، وأطباء وصيادلة، وسياسيين، وأنصاف العلماء؟ وكأنهم يناقشون الله مباشرة فيما شرعه لهم كنسبيين محدودة مداركهم بألف دليل؟؟؟
فإن فتح الله أبواب الزواج بأربعة، فلكونه أعلم بأحوال الإنسان وبحاجياته الجنسية. فالأفضل عقلا ودينا كونه سبحانه فتح باب تعدد الزوجات، لا باب تعدد المواخير أو بيوت الدعارة؟ هذه التي يتردد عليها الفساق وبعلم من الدولة التي كان عليها أن تبرمج في مختلف وسائل إعلامها موضوعات تتعلق بالنتائج الوخيمة التي تسفر عنها ممارسة ما حرم الله ممارسته، وهذه النتائج الوخيمة تتقدمها أمراض مثل “الزهري” و”السيلان” الذي هو تقيح المجرى البولي عند الرجل وعند المرأة. فباعتماد الإحصاءات الموثقة نجد (500 ألف) مصاب بالسيلان في فرنسا عام 1978م. وأن (3 ملايين مواطن” تصاب به كل سنة في الولايات المتحدة الأمريكية. وأن (20 ألف مواطن) يصاب به كل يوم في البرازيل؟؟؟ وهذا عن الماضي، أما في الحاضر الماث، فحدث ولا حرج؟؟؟
و”نعرف اليوم أمراضا تناسلية أخرى متعددة ومعدية وقاتلة بواسطة الزنا، من بينها: القرحة الآكلة، والقرحة الرخوة، ومرض نيكولا فافر. والورم الحبيبي بجدار الفخد. والإصابة بالمبيضات التناسلية. والإصابة بالمشعرات التناسلية البولية التي تتميز بسيلان والتهابات حادة، مصحوبة بورم مؤلم، وفي بعض الحالات يكون سيلان مدم محتويا على قيح”. بصرف النظر عن مرض السيدا القاتل، وما ينشأ من أمراض حين إتيان المرأة وهي حائض، وإتيانها هكذا شائع بين العاهرات اللواتي لا يهمهن غير المال، ولو تحولن إلى وسائط لنقل الأمراض المعدية، في ظروف من بين مميزاتها الخلط الأعمى بين الذهاب بعيدا في الإدمان، وبين فقدان السيطرة على الشهوات، يكفي أن أعداد المتعاطين للدعارة عام 2000م في كل من أمريكا وفرنسا قد أصيب منهم ما بين “15” و”20″ مليون على الأقل بسرطان ينتهي بالموت بعد أسابيع. يمر من خلالهما المصاب بتشوهات فظيعة في الجسم والوجه، تظهر هكذا كأمراض قاتلة:
ـ تقيحات عامة داخلية وخاريجة في الجلد والرئة، والكبد والطحال، والمخ، وتضخم العقدات في الإبط والعنق، وارتفاع حرارة الجسم باستمرار، وشلل تدريجي في الأعضاء، وهزال شديد، وصداع في الرأس، وسعال، وإسهال، وإرهاق عام وهذيان”؟؟؟
فبدلا من الاهتمام بالطب الوقائي الذي يشغل حيزا كبيرا في الدين، من خلال نصوص قرآنية وحديثية، نبذل جهدنا كعلمانيين، وكسلفيين فاشلين ـ بضاعتهم في الإسلام الحق مجزاة ـ لوصم الله بالجهل والظلم إلى حد أننا نمهد السبيل للمطالبة بالتسوية في الميراث بين النساء والرجال. إذ ليس من العدل أن يأخذ الرجل النصيب الكامل، وتأخذ المرأة نصفه، مما يعني بصريح العبارة أن الله ظالم وجاهل في آن واحد، ومما يشرح اللجوء إلى فصل الدين عن الدولة بخصوص تسيير الشؤون العامة.
ونحن عندما نهاجم المتحاورين حول الزواج بأكثر من واحدة. لا نلقي الكلام على عواهنه،، وإنما نؤكد للعلمانيين عقلانيا بأنه فعلا “ليس للأمور بصاحب من لم ينظر لها في العواقب”؟ فبدلا من مواجهة زلات النظام بمنطق الدين والعقل، بعيدا عن الانزلاق والتملق، نؤيد تلك الزلات، ثم ندعي أننا نساهم في إطراء الفكر النقدي، من منطلق العصرنة والحداثة المزعومتين. ويرحم الله من عرف قدره فوقف عنده؟؟؟

اترك رد